للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شكرى» أي ممتلئة فالشكر على هذا الامتلاء من ذكر المنعم. وقال القشيري: حقيقة الشكر:

نطق العبد وإقراره بنعمة الرب. وقيل: الاعتراف بعجزه عنه. والشكر على ثلاثة أقسام:

شكر باللسان، وهو الاعتراف بالنعمة وشكر بالأركان وهو الاتصاف بالوفاق والخدمة.

وشكر بالجنان، وهو الاعتكاف على بساط الشهود مع حفظ الحدود والحرمة.

قال القاضي: الشكر من الخلق للحق معرفة إحسانه، وشكر الحق للخلق مجازاتهم على أفعالهم، فسمي جزاء الشكر شكراً مجازاً، والعلاقة المشاكلة، كما سمي جزاء السيئة سيئة في قوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها وهو من أسمائه تعالى.

«الشكّار» :

أبلغ من الشّكور الذي هو أبلغ من شاكر كما يعلم ذلك في بحث الغفور.

وفي حديث ابن ماجة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: رب اجعلني لك شكّاراً.

«الشّكور» :

كثير الشكر صيغة مبالغة فعول بمعنى فاعل، أو الذي يثيب الكثير على القليل، وكان هذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم لئلا يصير لأحد عليه منه وهو من أسمائه تعالى ومعناه الذي يعطي الجزيل على العمل القليل من قولهم دابة شكور إذا أظهرت من السّمن [ (١) ] فوق ما تعطى من العلف، أو المثني على عباده إذا أطاعوه أو المجازي على الشّكر.

روى الشيخان عن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له:

أتتكلّف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدا شكورا»

[ (٢) ] .

قيل: وهو أبلغ من الشاكر لأنه الذي يشكر على العطاء والشكور الذي يشكر على البلاء. وقيل: الشاكر الذي يشكر على الموجود والشكور الذي يشكر على المفقود.

وحكي أن شقيقاً البلخي رحمه الله تعالى أنه سأل جعفر بن محمد رضي الله تعالى عنه وعن آبائه عن الفتوة فقال: ما تقول أنت؟ فقال شقيق: إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا. فقال جعفر: هكذا تفعل كلاب المدينة! فقال شقيق: يا بن رسول الله فما الفتوة عندكم؟ قال: إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا.

«الشاهد» :

العالم. أو المطّلع الحاضر اسم فاعل من الشهود وهو الحضور. قال تعالى:

إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً أي على من بعثت إليهم مقبول القول عليهم عند الله تعالى كما يقبل الشاهد العدل. ولهذا تتمة تأتي في الشهيد.

«الشّثن»

«عا» بفتح الشين وسكون المثلثة وآخره، نون أي عظيم الكفين والقدمين.


[ (١) ] في أالمشي.
[ (٢) ] أخرجه البخاري ٨/ ٥٨٤ كتاب التفسير (٤٨٣٦) ، ومسلم ٤/ ٢١٧١ كتاب صفات المنافقين (٧٩- ٢٨١٩) .