للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب السادس في ذكر من كان على نفقته وخاتمه وسواكه ونعله والآذن عليه- صلى الله عليه وسلم-

كان بلال على نفقاته، ومعيقيب بن أبي فاطمة الدّوسي على خاتمه وابن مسعود على سواكه ونعله وأبو رافع على ثقله، والآذان عليه رباح الأسود وأسد مولياه، وأنس بن مالك وأبو موسى الأشعري.

روى الطبراني برجال الصحيح غير محمد بن عبادة بن زكريا، وهو ثقة عن أبي ميسرة قال: كان أيمن على مطهرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وثعلبة يعاطيه حاجته، وكان صاحب نعله وسواكه عبد الله بن مسعود بن غافل بالغين المعجمة وفاء- ابن حبيب بن شمخ- بالشين والخاء المعجمتين- ابن مخزوم، وقيل: ابن فارس بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تيم ابن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان أبو عبد الرحمن الهذلي صاحب النبي- صلى الله عليه وسلّم- أحد السابقين الأولين، حليف بني زهرة، كان أبوه قد حالف عبد الحارث بن زهرة، شهد بدرا والمشاهد كلها كان يلي نعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يلبسه إيّاها، فإذا جلس أدخلهما في ذراعه، وكان يلزم النبي- صلى الله عليه وسلّم- ويدخل عليه [وينقض شعره] [ (١) ] وكان لطيفا قصيرا جدّا أسمر شديدا نحيفا أحمش السّاقين ذا بطن حسن النّبرة، نظيف الثّوب، طيّب الرّيح وافر العقل سديد الرّأي كثير العلم فقيه النّفس كبير القدر، وقال ابن إسحاق: أسلم بعد اثنتين وعشرين نفسا، توفي أيام عثمان سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة على الأصح، عن ثلاث وستين سنة.

قال أبو نعيم: كان ابن مسعود يوقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا نام، ويستره إذا اغتسل، ويماشيه في الأرض.

وروى الطبراني عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أنه قال: لقد رأيتني وإنّي لسادس ستّة، ما على الأرض مسلم غيرنا.

وروي عن أبي موسى قال: مكثت حينا وما أحسب ابن مسعود وأمّه إلّا من أهل بيت النبي- صلى الله عليه وسلم- لما نرى من دخوله ودخول أمّه على النبي- صلى الله عليه وسلم-.

وروى الإمام أحمد وأبو يعلى عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: من أحب أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد.


[ (١) ] سقط في أ.