للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الرابع في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية]

[....] .

[الباب الخامس في عصمته صلى الله عليه وسلم من الشيطان]

أجمعت الأمّة على عصمته- عليه الصلاة والسلام- من الشيطان.

روى البخاري عن عبد الله بن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «ما منكم من أحد إلّا وكّل الله به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا:

وإياك يا رسول الله قال: وإيّاي ألا إن الله أعانني عليه فأسلم» .

وفي رواية: «فلا يأمرني إلا بخير»

[ (١) ] .

وروى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أنه- عليه الصلاة والسلام- قال: إن الشيطان عرض لي.

زاد عبد الرزاق «في صورة هرّ فشدّ عليّ، يقطع الصلاة عليّ، فأمكنني الله منه فذعتّه ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية» .

وفي رواية: «بسارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه فذكرت قول أخي سليمان: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا» .

وروى مسلم عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «أن عدوّ الله إبليس جاءني بشهاب من نار ليجعله في وجهي والنبي- صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، وذكر تعوّذه بالله منه ولعنه له ثم أردت أن آخذه» وذكر نحوه وقال: «لأصبح موثقا يتلاعب به ولدان أهل المدينة»

انتهى.

وروى الشيخان عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت حين لدّ من مرضه- صلّى الله عليه وسلم- وقيل له: خشينا أن يكون بك ذات الجنب فقال: إنّها من الشّيطان ولم يكن الله ليسلّطه عليّ.


[ (١) ] مسلم في صفات المنافقين (٦٩/ ٢٨١٤) وأحمد ١/ ٣٨٥، أبو نعيم في الدلائل ١/ ٥٨.