للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أبو نعيم في الحلية عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكره الكي والطعام الحار ويقول: «عليكم بالبارد فإنه ذو بركة، ألا وإن الحارّ لا بركة فيه» .

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن المغيرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التّوكّل» .

وروى الطيالسي وابن حبان ومسدد والحاكم والطبراني في الكبير برجال ثقات عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- «إن ناسا من الأنصار أتوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالوا: إن صاحبا لنا مرض مرضا شديدا، وإنه نعت له الكي أفنكويه؟ فسكت، فعاودناه فسكت، ثم عاودناه الثالثة، فقال: «ارصفوه أحرقوه، وكره ذلك» ، وفي لفظ أبي يعلى: «إن شئتم فاكووه وإن شئتم فارصفوه»

[ (١) ] .

وروى مسدد وابن أبي شيبة بسند ضعيف عن جابر- رضي الله تعالى عنه-: قال: اشتكى رجل منا شكوى شديدة فقال الأطباء: لا يبرأ إلا بالكيّ، فأراد أهله أن يكووه فقال بعضهم: لا حتى نستأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاستأمروه فقال: «لا» ، فبرأ الرجل فلما رآه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «هذا صاحب بني فلان» ؟ قالوا: نعم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن هذا لو اكتوى لقال النّاس: إنما برئ بالكي» .

وروى الحارث مرسلا عن العلاء بن زياد- رحمه الله تعالى- أن امرأة أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بابن لها قد سقي بطنه فقالت: يا رسول الله إن ابني لمصاب فما ترى أفأكويه فقال: «لا تكويه» فأجمعت أن لا تكويه، فضربه بعير فخبطه أو لبطه وفقأ بطنه، فبرأ، فرجعت إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله استأذنتك في ابني أن تكويه فنهيتني، فمرّ به بعير فخبطه أو لبطه ففقأ بطنه وبزأ، فقال: أما إني لو أذنت لك لزعمت أن النار هي التي شفته.

الثّالث: في كيّه- صلى الله عليه وسلم- أصحابه بيده.

روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والبيهقي عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال:

[رمي سعد بن معاذ- رضي الله تعالى عنه-] [ (٢) ] في أكحله فحسمه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيده بمشقص ثم [ورمت فحسمه الثّانية] [ (٣) ] .


[ (١) ] انظر المجمع ٥/ ١٠٢.
[ (٢) ] سقط في أ.
[ (٣) ] أخرجه مسلم ٤/ ١٧٣١.