للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصف من خديجة بعد وصف ... فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين على رجائي ... حديثك أن أرى منه خروجا

بما أخبرتنا من قول قس ... من الرهبان أكره أن يعوجا

بأن محمدا سيسود قوما ... ويخصم من يكون له حجيجا

ويظهر في البلاد ضياء نور ... يقيم به البرية أن تموجا

فيلقى من يحاربه خسارا ... ويلقى من يسالمه فلوجا

فيا ليتي إذا ما كان ذاكم ... شهدت فكنت أولهم ولوجا

ولوجا في الذي كرهت قريش ... ولو عجت بمكتها عجيجا

أرجي بالذي كرهوا جميعا ... إلى ذي العرش إن سفلوا عروجا

وهل أمر السفاهة غير كفر ... بمن يختار من سمك البروجا

فإن يبقوا وأبق تكن أمور ... يضج الكافرون لها ضجيجا

وإن أهلك فكل فتى سيلقى ... من الأقدار متلفة خروجا

[تنبيهات]

الأول: قول الراهب: «ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي» قال السهيلي: يريد ما نزل تحتها هذه الساعة قط إلا نبي. ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي لبعد العهد بالأنبياء قبل ذلك، وإن كان في لفظ الخبر قط فقد يتكلم بها على جهة التوكيد للنفي، والشجرة لا تعمر في العادة هذا العمر الطويل حتى يدرى أنه لم ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبياء، ويبعد في العادة أيضاً أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبيا، ويبعد في العادة أيضاً أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها أحد حتى يجيء نبي، إلا أن تصح رواية من قال: لم ينزل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم. وهي رواية عن غير ابن إسحاق فالشجرة على هذا مخصوصة بهذه الآية. انتهى. وأقره في «الزهر» و «النور» .

وتعقبه الإمام العلامة عز الدين بن جماعة بأنه مجرد استبعاد لا دلالة فيه على امتناع ولا إحالة، وبأنه استبعاد يضعفه معارضة ظاهر الخبر وكون متعلقات الأنبياء مظنة خرق العادة، فلا يكون حينئذ ذلك من طول البقاء وصرف غير الأنبياء عن النزل تحتها ببعيد، وذلك واضح فتفطن.

قلت: ويؤيد ما ذكره الشيخ عز الدين ما سبق نقله عن أبي سعد، وما في أسباب النزول للإمام الواحدي أن أبا بكر رضي اللَّه تعالى عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفره إلى الشام فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها وذهب أبو بكر يسأل عن الدين، فقال له الراهب: