للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى - " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً ". فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا لأنهم يبذرونها ويفسدونها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة أنه تبذير وإفساد لها فيكون منهياً عنه بدلالة هذه الآية، ومن السنة أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن إضاعة المال، وبذل الأموال في هذه المشروبات من إضاعة المال، ولأن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال " لا ضرر ولا ضرار ". وتناول هذه الأشياء موجب للضرر، ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا، فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها.

الشيخ ابن عثيمين

* * *

[حكم القات والدخان وصحبة من يتناولها]

س - ما الحكم في القات والدخان اللذين انتشروا بين بعض المسلمين؟ وما حكم صحبة من يتناول أحدهما أو كلاهما؟ وماذا يجب على رائد الأسرة نحو ابنه أو أخيه إن كان يتعاطى شيئاً من هذين الصنفين؟

ج- لا ريب في تحريم القات والدخان لمضارها الكثيرة وتخديرهما في بعض الأحيان، وإسكارهما في بعض الأحيان كما صرح بذلك الثقات العارفون بهما، وقد ألف العلماء في تحريمهما مؤلفات كثيرة ومنهم شيخنا العلامة الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ مفتي البلاد السعودية سابقاً - رحمه الله.

فالواجب على كل مسلم تركهما والحذر منهما ولا يجوز بيعهما ولا شراؤهما ولا التجارة فيهما وثمنهما حرام وسحت، نسأل الله المسلمين العافية منهما.

ولا تجوز صحبة من يتناولهما أو غيرهما من أنواع المسكرات، لأن ذلك من أسباب وقوعه فيهما، والواجب على المسلم أينما كان صحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار، وقد شبه النبي، - صلى الله عليه وسلم -، الجليس الصالح بحامل السلك، قال " إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ". وشبه الصاحب الخبيث بنافع الكير وأنه " إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ". وقد قال، - صلى الله عليه وسلم -، " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم

<<  <  ج: ص:  >  >>