للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المحكم والمتشابهه في القرآن الكريم]

س - ما هو " المحكم والمتشابه " في القرآن الكريم، ولِمَ لم يكن القرآن كله محكماً حتى لا يتأول الناس منه إلا الحق؟

ج- اعلم أن القرآن وصفه الله - عز وجل - بثلاثة أوصاف فوصفه بأنه محكم كله كما في قوله " تلك آيات الكتاب الحكيم " وفي قوله {كتاب أحكمت آياته} ووصفه بأنه متشابه في قوله تعالى {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} وهذا عام لكل القرآن فالحكم العام لكل القرآن معناه أن القرآن محكم متقن في أخباره وأحكامه وألفاظه وغير ذلك مما يتعلق به. ومعنى كونه مشتابها أن بعضه يشبه بعضا في الكمال والجودة والتصديق والموافقة فلا نجد في القرآن أحكاما متناقضة أو أخباراً متناقضة بل كله يشهد بعضه لبعض ويصدق بعضه بعضاً، لكن يحتاج إلى تدبر وتأمل في الآيات التي قد يكون فيما يبدو للإنسان فيها تعارض ولهذا قال الله عز وجل {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً} أما الوصف الثالث للقرآن أن بعضه محكم وبعضه متشابه كما في قوله تعالى {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات} والمحكم هنا ما كان معناه بينا ظاهراً لأن الله تعالى قابله بقوله {وآخر متشابهات} وتفسير الكلمة قد يظهر معناها بما قوبلت به. وأنظر إلى قوله تعالى " فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً " فإن كلمة ثبات قد تبدو مشكلة للإنسان ولكن عندما يضمها إلى ما ذكر مقابلاً لها يتبين له معناها فإن معنى قوله {فانفروا ثبات} أي متفرقين فرادي. {وانفروا جيمعاً} أي مجتمعين هكذا قوله تعالى {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} نقول إن المحكم في هذه الآية هو الذي كان معناه واضحاً غير مشتبه بحيث يعلمه عامة الناس وخاصتهم مثل قوله تعالى

{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وما أشبه ذلك من الأمور الظاهرة المعنى.

ومنه آيات متشابهات، متشابهات يخفي معناها على كثير من الناس لا يعلمها إلا الله

<<  <  ج: ص:  >  >>