للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوه وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} .

القول الثاني أن المراد باللمم هو ما يلم به الإنسان من المعاصي ثم يتوب إلى الله من ذلك كما في الآية السابقة وهي قوله تعالى {والذين إذا فعلوا فاحشة} وقوله سبحانه {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون} . وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات وقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} .

ولأن كل إنسان معرض للخطأ، والتوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب، وهي المشتملة على الندم على ما وقع من المعصية والإقلاع منها، والعزيمة الصادقة على ألا يعود إليها خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له، ورجاء مغفرته.

ومن تمام التوبة إذا كانت المعصية تتعلق بحق الآدميين كالسرقة والغضب والقذف والضرب، والسب والغيبة ونحو ذلك، أن يعطيهم حقوقهم أو يستحلهم منها إلا إذا كانت المعصية غيبة وهي الكلام في العرض، ولم يتيسر استحلال صاحبها حذراً من وقوع شر أكثر، فأنه يكفي في ذلك أن يدعو له بظهر الغيب، وأن يذكره بما يعلم من صفاته الطيبة، وأعماله الحسنة في الأماكن التي اغتابه فيها، ولا حاجة إلى إخباره بغيبته إذا كان يخشى الوقوع في شر أكثر.

وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يحفظنا وإياكم من كل سوء، وأن يمن علينا جميعاً بالاستقامة على دينه والسلامة من أسباب غضبه والتوبة إليه سبحانه من جميع ما يخالف شرعه، إنه جواد كريم.

الرئيس العام

لادرارت البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>