للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلجائهما إلى الدعاء عليهم لأن حق الوالدين عظيم وقد أوصى الله بهما كثيراً كما في قوله عز وجل {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} الآية وقوله سبحانه {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهنٍ وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير} والأيات في هذا المعنى كثيرة.

وثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أنه لما سئل أي العمل أفضل قال {الصلاة على وقتها قبل ثم أي قال بر الوالدين قبل ثم أي قال الجهاد في سبيل الله} متفق على صحته والأحاديث في برهما كثيرة فالواجب على الأولاد من البنين والبنات الاجتهاد في بر والديهم، والبعد عن أسباب إغضابهما، والسمع والطاعة لهما في المعروف، ولا يجوز لهم عقوقهما وإن باءت أخلاق الوالدين، والواجب على الوالدين الرفق بالأولاد ومعاملتهم بالتي هي أحسن، وعدم إلجائهم إلى العقوق، قال الله عز وجل {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} والمشروع للوالدين الدعاء للأولاد ذكورهم وإناثهم بالهداية والصلاح ولا سيما في أوقات الإجابة، والحذر من الدعاء عليهم لأن دعاء الوالدين على أولادهما فيه خطر عظيم وقد يصادف ساعة إجابة فيستجاب.. والله الموفق.

الشيخ ابن باز

* * * *

[والدي يأمرني بشراء الدخان]

س - ليس لوالدي غيري ويطلب مني إحضار الدخان له وإن لم أطعه يغضب ويضيق صدره علي وأنا أكره إحضار الدخان لعلمي بتحريمه. أفتوني مأجورين؟

ج- الدخان من الخبائث، وهي محرمة، فيكون محرماً، وشربه معصية لله، وإحضاره لمن يشربه وسيله لشربه، والوسائل لها حكم الغايات. فإذا كانت الغاية محرمة، فكذلك الوسيلة الموصلة إليها، وطاعة الوالدين مشروعة فيما هو طاعة لله وما هو مباح، أما طاعتهما في معصية الله، فغير جائزة، لقوله، - صلى الله عليه وسلم -، {" لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف} رواه النسائي وابن ماجه، عن علي رضي الله عنه، وقوله، - صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>