للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المخيلة} فجعل الإسبال كله من المخيلة لأنه في الغالب لا يكون إلا كذلك، ومن لم يسبل للخيلاء فعمله وسيلة لذلك، والوسائل لها حكم الغايات، ولأن ذلك إسراف وتعريض لملابسه للنجاسة والوسخ، ولهذا ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه لما رأى شاباً يمس ثوبه الأرض قال له إرفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأتقى لثوبك.

أما قوله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر الصديق رضي الله عنه لما قال يا رسول الله، إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وسلم {إنك لست ممن يفعله خيلاء} فمراده صلى الله عليه وسلم أن من يتعاهد ملابسه إذا استرخت حتى يرفعها لا يعد ممن يجر ثيابه خيلاء لكونه لم يسبلها، وإنما قد تسترخي عليها فيرفعها ويتعاهدها ولا شك أن هذا معذور أما من يتعمد إرخاءها سواء كانت بشتا أو سراويل أو إزارا أو قميصاً فهو داخل في الوعيد وليس معذوراً في إسباله ملابسه لأنه الأحاديث الصحيحة المانعة من الإسبال تعمه بمنطوقها وبمعناها ومقاصدها فالواجب على كل مسلم أن يحذر الإسبال وأن يتقي الله في ذلك وألا تنزل ملابسه عن كعبه عملاً بهذه الأحاديث الصحيحة وحذراً من غضب الله وعقابه، والله ولي التوفيق.

الشيخ ابن باز

* * * *

[تقصير الثياب واسبال السراويل]

س - بعض الناس يقومون بتقصير ثيابهم إلى ما فوق الكعب ولكن السراويل تبقى طويلة فما حكم ذلك؟

ج- الإسبال حرام ومنكر سواء كان ذلك في القميص أو الإزار أو السراويل أو البشت وهو ما تجاوز الكعبين لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار} رواه البخاري.

وقال، - صلى الله عليه وسلم -، {ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب إليم المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب} خرجه مسلم في صحيحه وقال، - صلى الله عليه وسلم -، لبعض أصحابه {إياك

<<  <  ج: ص:  >  >>