للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصلهم ومنتهى أمرهم فإن أصلهم العدو ومنتهى أمرهم الفناء من الدنيا، قال تعالى {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً} وقال تعالى {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقال تعالى {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} عليهم أن يفكروا أدنى تفكير فإن لم يفد فعليهم أن يفكروا التفكير العميق في الأمر وهم يشاهدون الناس يذهبون ويجيئون هذا يولد وهذا يموت وهذا يمرض وهذا يصح وهذا يصاب بماله وهذا يصاب بأهله، ويعلمون أنه لا بقاء لأحد في هذه الدنيا فليرجعوا إلى الله تعالى وليعرفوا المعروف وينكروا المنكر ومن تاب تاب الله عليه.

الشيخ ابن عثيمين

* * * *

[السكوت عن المنكر]

س - عرض علي أن أخطب الجمعة بشرط ألا أتكلم في الربا والحجاب والتبرج والسفور فهل أقبل ذلك؟

ج- إذا كانت هذه المنكرات فاشية ومنتشرة في المجتمع الذي أنت فيه فلا تقبل السكوت عنها، فإن السكوت عنها يعتبر إقراراً لها والواجب إنكار المنكر، ولا شك أن هذه من المنكرات التي حرمها الشرع ولو أقرتها دولة من الدول واعتبرتها مباحة فلا يجوز السكوت للأفراد الذين يعرفون أنها منكر بل يلزم إنكارها، ومتى تمكن الخطيب من أن ينكرها في الخطبة ويبين بشاعتها وشناعتها، ويستدل على ذلك بالنصوص كقوله تعالى {وأحل الله البيع وحرم الربا} وكذلك قوله {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} وما أشبهها من الأدلة، فلا يستطيع أحد أن يرد الأدلة التي دلاتها واضحة من كتاب الله وسنة رسوله، - صلى الله عليه وسلم -، أما إذا لم تكن هذه الأشياء موجود في الأسواق وفي المجتمع الذي أنت فيه فلا حاجة إلى ذكرها على الناس.

الشيخ ابن جبرين

* * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>