للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله إن هذا الحديث لعلم نصبه لنا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، نهتدي به في كل مواقع الفتن لنبتعد عنها وإن كانا نزن أن نخرج منها بسلام وإن الرجل أمام الفتنة لا يضمن نفسه العصمه ولا يأمن على نفسه من شرك تلك الفتنة، أيها الناس أيها الأخوة، إننا في عصر كثرت فيه أسباب الفتن وتنوعت أساليبها وانفتحت أبوابها من كل وجه، فتحت الدنيا علينا فتنافسها أقوام فأهلكتهم، وبدأت تدب شبهات البدع إلى قلوب السذج من الناس فأردتهم وكثرت الفتاوي والنشرات الخالية من التحقيق فذبذبت أفكار الناس وأقلقتهم وانفتحت طامة كبرى وبلية عظمى تلك الصحف والمجلات الداعية إلى المجون والفسوق والخلاعة في عصر فيه الفراغ الجسمي والفكري وسيطرت الفطرة البهيمية على عقول كثيرة من الناس فعكفوا على هذه الصحف والمجلات فأضاعوا بذلك مصالح دينهم ودنياهم وصاروا فريسة لذلك الداء العضال نسأل اله لنا ولهم السلامة.

أيها الناس إن من المؤسف المحزن والمخيف والمروع أن يكون بين أيدي شبابنا وكهولنا وشيوخنا من ذكور وإناث مثل هذه الصحف والمجلات التي تدعو كتابة وتصويراً إلى التحلل من الفضيلة والتردي في أسافل الأخلاق ولقد كنت أسمع كثيراً عن مجلات معينة لا أذكرها باسمها لأن الحصر قد يفهم منه بعض الناس أن ما سواها طيب ولكني أقولها بالصفة، إنها مجلات تنشر الخلاعة والبذاءة والسفول وكنت أقدم رجلاً وأأخر أخرى عن أضاعة الوقت في النظر في مثل هذه المجلات حتى طلب مني بعض الطيبين أن أنظر ولو بلمحة عابرة سريعة إلى بعض هذه المجلات، وبعث إلى ببعض منها حتى يمكن الحكم عليها بما تقتضيه حالها إذ لا يمكن اتقاء الشيء والحكم عليه إلا بمعرفته. فوجدت هذه المجلات وجدتها والله، وأقسم بالله في هذا المكان وأنتم تشهدون، والله من فوقنا شهيد على ما أقول وعلى ما تسمعون، وجدت هذه المجلات هدامة للأخلاق مفسدة للأمة لا يشك عاقل فاحص ماذا يريده مروجوها بمجتمع إسلامي محافظ، وجدت النظر شراً من المسمع، وجدت أقوالاً ساقطة ماجنة

<<  <  ج: ص:  >  >>