للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمجها كل ذي خلق مستقيم، رأيت صوراً من النساء على أغلفة المجلات وفي باطنها صوراً فاتنة في أزايء منحطة عن الفضيلة، منغمسة في الرذيلة، تحرك من لا شهوة له، وجدت كلمات تدعو إلى الموسيقى والعزف المحرم، وجدت صور علب الدخان للدعاية له إلى غير ذلك من المنكرات العظيمة الفاحشة هذا وما لم يصل إلى أكثر وقد يكون أفظع.

أيها الناس ماذا أقول وماذا يقول غيري من المحبين للإصلاح، وأسأل الله أن نكون من المحبين للإصلاح ويجعلنا من المصلحين، ماذا أقول حيال هذه الصحف والمجلات؟ ومن أخاب أأخاطب المسؤولين في الدولة. إن مخاطبة المسؤولين في الدولة من مثل هذا المنبر لا يقتضيه العقل ولا يأمر به الشرع لأنه ليس من الخير أن نخاطهبم من مثل هذا المنبر. وإذا لم يكن من الخير، فقد قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت} هل أخاطب المسؤولين عن هذه الصحف. إنه لا يمكن أن أخاطبهم لأنهم ليسوا أمامي ولكن أقول لعله يبلغهم بإذن الله، أقول للمسؤولين عن هذه الصحف أنهم مسؤولون أمام الله - عز وجل - حينما يقفون بين يديه عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، إن هؤلاء الذين ينشرون هذه المنكرات إنهم مسؤولون عن أي نتيجة تحدث من جراء ما نشروه، إن المجتمع إذا صار مجتمعاً بهيمياً فإنه لا يمكن أن يحق حقا ولا ينكر باطلاً، لا يمكن أن يخضع لأوامر الله فضلا عن أوامر عباد الله - عز وجل - وبهذا تكون الفوضى التي لا حدود لها.

أيها الناس إذا لم يمكنني أو أوجه خطابي إلى هؤلاء فإنه يمكنني أن أوجه خطابي إليكم معشر المواطنين، إنني أدعوكم أية المؤمنون بوصفكم مؤمنين، وإنني أدعوكم أيها الشرفاء بوصفكم شرفاء، إنني أدعوكم أيها الغيورون بوصف الغيرة، إنني أدعوكم أيها الآباء بوصف الأبوة، إنني إدعوكم أيها الأولياء بوصف الولاية، إنني أدعوكم إلى المحافظة على دينكم وأخلاقكم، أدعوكم إلى البعد عن الفتن ما ظهر منها ومن بطن، أحذركم من أن تتسرب هذه الصحف والمجلات المملوءة بالصور الفاتنة والأقوال المضلة والأزياء المنحرفة إلى بيوتكم فتقع في أيدي أهليكم فتهلكهم وتطيح بأخلاقهم وقيمهم إن كل شيء يعرض في هذه الصحف والمجلات سوف يؤثر على من يقتنيها مقتنعاً بها وبما ينشر فيها من أفكار

<<  <  ج: ص:  >  >>