للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومظاهر. أيها المؤمنون إن وجود هذه المجلات والصحف في البيوت مانع من دخول الملائكة إليها لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، وما ظنك ببيت لا تدخله الملائكة، فاقتناء مثل هذه المجلات حرام، وشراؤها حرام، وبيعها حرام، ومكسبها حرام، وقبولها هدية حرام، وكل ما يعين على نشرها بين المسلمين حرام لأنه من التعاون على الآثم والعدوان وقد قال الله عز وجل {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} . فاتقوا الله عباد الله واحذروا أن تبقى هذه الصحف والمجلات في أيديكم وأحرقوها فإنها قد قامت عليكم الحجة بما سمعتم، أحرقوا هذه المجلات، أتلفوها لا تبقى في أيدي أهلكم، لا في أيد البنين ولا في أيدي البنات وإياكم أن تبذلوا الأموال في شرائها أو المساهمة فيها فإن في ذلك مفاسد كثيرة، من هذه المفاسد إضاعة المال الذي جعله الله قياماً للناس تقوم به مصالح دينهم ودنياهم وإضاعة المال صرفه فيما لا ينفع فيه أو فيما فيه ضرر، وقد ثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أنه نهى عن إضاعة المال. ومن مفاسد هذه الصحف والمجلات أنها إضاعة للوقت الذي هو عند العقلاء أثمن من المال لأن الحياة هي الوقت، وإضاعته خسران للحياة وكل إنسان مسؤول عنه كما يسال عن المال ولو أمضى الإنسان عمره في قراءة ما ينفعه من كتاب الله وسنة النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وما يعين على فهمهما من التفسير وسيرة النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وخلفائه الراشدين لحصل له بذلك خير كثير.

ومن مفاسد هذه الصحف والمجالات ما يحصل للقلب من هيام في الحب وإغراق في الخيال الذي لا حقيقة له فهو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب.

ومن مفاسد هذه الصحف والمجلات أنها تؤثر على الأخلاق والعادات بما يشاهد فيها من صور وأزياء فينقلب المجتمع إلى مجتمع مطابق لتلك المجتمعات الفاسدة. فيا أيها المؤمنون قاطعوا هذه الصحف والمجلاات لا تعينوا ناشريها على إثمهم فإن شراءكم إياها إثراءً لهم وتقوية لرصيدهم المالي وإغراء لهم في نشرها وعلى ما هو أفظع من ذلك فيكون المشترك والمشتري والقابل لها معيناً على الإثم والعدوان، وتذكروا يا أيها المؤمنون تذكروا قول الله عز

<<  <  ج: ص:  >  >>