للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قاضٍ أو أمير أو شيخ قبيلة ونحوهم العناية بذلك ونقل هذه النقاض إلى تعمير المساجد المحتاجة إليها أو بيعها وصرفها في مصالح المسلمين وليس لأحد من أهل البلد أن يأخذ شيئاً منها إلا بإذن ولي الأمر وإذا كان في المسجد قبر وجب أن ينبش وينقل ما فيه من عظام ـ إن وجدت ـ إلى مقبرة البلد فيحفر لها وتدفن في المقبرة لأنه لا يجوز شرعاً وضع قبور في المساجد ولا بناء المساجد عليها لأن ذلك من وسائل الشرك والفتنة بالقبور كما قد وقع ذلك في أكثر بلاد المسلمين من أزمان طويلة بأسباب الغلو في أصحاب القبور وقد ثبت أن النبي، صلى الله عليه وسلم ن أمر بنبش القبور التي كانت في محل مسجده عليه الصلاة والسلام وثبت في الصحيحين عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) وفي صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) وفي الصحيحين عن أم سلمة وأم حبيبة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما ذكرتا للنبي، صلى الله عليه وسلم، كنيسة رأتها في الحبشة وما فيها من الصور فقال ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصورا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله)) وي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رضي الله عنهما ـ قال نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه زاد الترمذي ـ رحمه الله ـ في روايته بإسناد صحيح وأن يكتب عليه فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على تحريم البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها

والصلاة عليها وتجصيصها ونحو ذلك مما هو من أسباب الشرك بأربابها ويلحق بذلك وضع الستور عليها والكتابة عليها وإراقة الأطياب عليها وتبخيرها لأن هذا كله من وسائل الغلو فيها والشرك بأهلها فالواجب على جميع المسلمين الحذر من ذلك والتحذير منه ولا سيما ولاة الأمر فإن الواجب عليهم أكبر ومسؤوليتهم أعظم لأنهم أقدر من غيرهم على إزالة هذه المنكرات وغيرها وبسبب تساهلهم وسكوت الكثيرين من المنسوبين إلى العلم كثرت هذه الشرور وانتشرت في أغلب البلاد الإسلامية ووقع بسبها الشرك والوقوع فيما وقع فيه أهل الجاهلية الذين عبدوا اللات والعزى ومناة وغيرها وقالوا كما ذكر الله عنهم في كتابه العظيم (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وذكر أهل العلم أن القبر إذا وضع في مسجد وجب نبشه وإبعاده عن المسجد وإن كان المسجد هو الذي حدث أخيراً بعد وجود القبر وجب هدم المسجد وإزالته لأنه هو الذي حصل ببنائه المنكر لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حذر أمته من بناء المساجد على القبور ولعن اليهود والنصارى على ذلك ونهى أمته عن مشابهتهم وقال لعلي ـ رضي الله عنه ((لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)) والله المسئول أن يصلح

<<  <  ج: ص:  >  >>