للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المخلوقين، وإنما تكون ابتغاء مرضاة الله - تعالى - لأن كل عمل يتقرب به الإنسان إلى ربه غير مخلص له فيه فإنه حابط باطل، قال الله - تعالى - في الحديث القدسي " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه أحداً غيري تركته وشركه ".

والشرط الثاني أن يندم على ما فعله من الذنب ويتأثر، ويرى نفسه خاطئاً في ذلك حتى يشعر أنه محتاج لمغفرة الله وعفوة.

الشرط الثالث الإقلاع عن الذنب إن كان متلبسا به، لأنه لا توبة مع الإصرار على الذنب، فلو المذنب إني تائب من الذنب وهو يمارسه لعد ذلك من الاستهزاء بالله - عز وجل - إنك لو خاطبت أحداً من المخلوقين وقلت له إني نادم على ما بدر مني لك في سوء الأدب وأنت تمارس سوء الأدب معه فكأنك تستهزي به، والرب - عز وجل - أعظم وأجل من أن تدعى أنك تبت من معصيته، وأنت مصر عليها.

الشرط الرابع العزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل.

الشرط الخامس أن تكون التوبة في وقتها الذي تقبل فيه التائب بأن تكون قبل أن يعاين الإنسان الموت وقبل أن تطلع الشمس من مغربها فإن كانت بعد طلوع الشمس من مغربيها لن تنفع لقوله - تعالى - " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون ". وهذا البعض هو طلوع الشمس من مغربها، كذلك عن حضور الموت لأن الله - تعالى - قال " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً ".

هذه الشروط الخمسة إن تحققت فيك فإن توبتك مقبولة إن شاء الله.

الشيخ ابن عثيمين

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>