للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢٩٢٤] بن صياد اسْمه صَاف قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء قَضيته مشكلة وَأمره مشتبه فِي أَنه هَل هُوَ الْمَسِيح الدَّجَّال الْمَشْهُور أم غَيره وَلَا شكّ فِي أَنه دجال من الدجاجلة قَالَ الْعلمَاء وَظَاهر الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُوح إِلَيْهِ فِي أمره بِشَيْء وَإِنَّمَا أُوحِي إِلَيْهِ بِصِفَات الدَّجَّال وَكَانَ فِي بن صياد قَرَائِن مُحْتَملَة فَلذَلِك كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقطع بِأَنَّهُ الدَّجَّال وَلَا غَيره وَأما احتجاجه هُوَ بِأَنَّهُ مُسلم وَقد ولد لَهُ وَقد دخل مَكَّة وَالْمَدينَة فَلَا دلَالَة فِيهِ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا أخبر عَن صِفَاته وَقت خُرُوجه وَقَالَ الْخطابِيّ اخْتلف السّلف فِي أمره بعد كبره فَروِيَ أَنه أسلم وَتَابَ وَمَات بِالْمَدِينَةِ وصلوا عَلَيْهِ لَكِن روى أَبُو دَاوُد بِسَنَد صَحِيح عَن جَابر بن عبد الله قَالَ فَقدنَا بن صياد يَوْم الْحرَّة وَاخْتَارَ الْبَيْهَقِيّ أَنه غير الدَّجَّال لحَدِيث تَمِيم فِي قصَّة الْجَسَّاسَة قَالَ وَيجوز ان يُوَافق صفة بن صياد صفة الدَّجَّال كَمَا ثَبت فِي الصَّحِيح أَنه أشبه النَّاس بالدجال بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن وَلَيْسَ هُوَ هُوَ قَالَ وَلَيْسَ فِي حَدِيث جَابر أَكثر من سُكُوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قَول عمر فَيحْتَمل أَنه كَانَ كالمتوقف فِي أمره ثمَّ جَاءَهُ الْبَيَان أَنه غَيره كَمَا صرح بِهِ فِي حَدِيث تَمِيم فَقَالَ لَا بل تشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل كَيفَ لم يقْتله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَنه ادّعى بِحَضْرَتِهِ النُّبُوَّة فَالْجَوَاب أَنه كَانَ غير بَالغ وَأَنه كَانَ فِي يَوْم مهادنته الْيَهُود قَالَ الْخطابِيّ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد قدومه الْمَدِينَة كتب بَينه وَبَين الْيَهُود كتاب صلح على أَن لَا يهاجروا ويتركوا على أَمرهم وَكَانَ بن صياد مِنْهُم أَو دخيلا فيهم خبأت لَك خبأ فِي نُسْخَة خبيئا فَقَالَ هُوَ الدخ بِضَم الدَّال قَالَ الْخطابِيّ كَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبلغهُ مَا يَدعِيهِ من الكهانة ومعاطاة الْكَلَام فِي الْغَيْب فامتحنه ليعلم حَقِيقَة حَاله وأضمر لَهُ قَوْله تَعَالَى فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين [الدُّخان: ١] فَقَالَ هُوَ الدخ أَي الدُّخان وَهِي لُغَة فِيهِ اخْسَأْ أَي ابعد فَلَنْ تعدو قدرك أَي لَا تجَاوز قدر أمثالك من الْكُهَّان الَّذين يخلصون من إِلْقَاء الشَّيَاطِين كلمة من جملَة كَثِيرَة قَالَ القَاضِي لَا نعلم يهتد من الْآيَة الَّتِي أضمرها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا بِهَذَا اللَّفْظ النَّاقِص على عَادَة الْكُهَّان إِذا ألْقى الشَّيْطَان إِلَيْهِم بِقدر مَا يخطف قبل أَن يُدْرِكهُ الشهَاب

<<  <  ج: ص:  >  >>