للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ طَالِبِ الْعِلْمِ وَمُعَلِّمِهِ وَبَيْنَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

٨٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قال حدثنا المقرىء قَالَ أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهوسلم يَقُولُ: "مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى ما ليس له"١. [٢:١]


١ إسناده حسن، أبو صخر هو حميد بن زياد الخراط، ويقال: حميد بن صخر، أبو مودود الخراط، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم. وسعيد المقبري: ثقة، أخرج حديثه الجماعة، وهو – وإن رمي بالاختلاط فبل موته- لم يأخذ عنه أحد في الاختلاط فيما قاله الإمام الذهبي في "الميزان".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ١/٩١ من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة، فقال البوصيري: وقد أعله الدارقطني في علله بأن اختلف فيه على سعيد المقبر، فرواه حميد عنه هكذا، وخالفه عبيد الله بن عمر، فرواه عن الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب، قوله، ورواه ابنُ عجلان عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب، قوله، وقول عبيد الله بن عمر أشبه بالصواب.
وقول الحاكم: "إن الشيخين احتجا بجميع رواته" فيه نظر، فلم يحتج البخاري بحميد، ولا أخرج له في صحيحه، وإنما روى له في كتاب "الأدب المفرد" حديثين. نعم أخرج له مسلم في "صحيحه". وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٢٠٩، ومن طريقه ابن ماجة "٢٢٧" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، عن حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر، به. قال البوصيري في الزوائد ورقة ١٦: هذا إسناد صحيح احتج مسلم بجميع رواته.
وأخرجه أحمد ٢/٣٥٠ و٤١٨ و٥٢٧ من طرق عن أبي صخر حميد، به.
وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" "٥٩١١"، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من دخل مسجدي ليتعلم خيراً، أو ليعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس كان بمنزلة من يرى ما يعجبه وهو شيء لغيره"، ومن حديث أبي أمامة عند الحاكم ١/٩١، والطبراني في "الكبير"، ولفظه عند الطبراني: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تاماً حجته" قال الهيثمي في "المجمع" ١/١٢٣: رواه الطبراني في "الكبير"، ورجاله موثوقون كلهم.
وأخرج مالك ١/١٧٥، باب انتظار الصلاة والمشي إليها، عن سمي مولى أبي بكر، أن أبا بكر بن عبد الرحمن كان يقول: "من غدا أو رواح إلى المسجد لا يريد غيره ليتعلم خيراً، أو ليعلمه، ثم رجع إلى بيته كان كالمجاهد في سبيل الله رجع غانماً".

<<  <  ج: ص:  >  >>