للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=يبعث في الحجاز، فرجا أن يكون هو، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، حسده فلم يسلم.
قلت: ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً، وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر، وروى ابن مردويه بإسناد قوي فيما قاله الحافظ في "الفتح"٧/١٥٤ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} قال: نزلت في أمية بن أبي الصلت، وري من أوجه أخرى أنها نزلت في بلعام الإسرائلي وهو المشهور.
وروى الطبراني في "الكبير" "٧٢٦٢"، ونقله عنه صاحب "المجمع" ٨٢٣١ ـ ٢٣٢ عن أبي سفيان، عن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزة ـ أو قال: بإيلياء ـ فلما قفلنا قال: يا أبا سفيان، إيهٍ عن عتبة بي ربيعة، قلت: إيهٍ عن عتبة بن ربيعة، قال: كريم الطرفين، ويجتنب المظالم والمحارم، قلت: نعم، قال: وشريف مسن، قال السن والشرف أزريا به، فقلت له: كذبت، ماازداد شرفاً، قال: يا أبا سفيان، إنها لكلمة ما سمعتها من أحد يقولها لي منذ ينصرت، لا تعجل عليّ حتى أخبرك، قلت: هات، قال: أني كنت أجد في كتبي نبياً يبعث من حرمنا، فكنت أظن، بل كنت لا أشك أني هو، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف، فنظرت في بني عبد مناف، فلم أجد أحداً يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه.
قال أبو سفيان: فضرب الدهر ضرباته، وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجة في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة، فمررت بأمية بن أبي الصلت، فقلت له كالمستهزئ به: يا أمية، قد خرج النبي الذي كنت تنتظر، قال: أما إنه حق فاتبعه، قلت: مايمنعك من اتباعه؟ قال: الاستحياء من نسيّات ثقيف، إني كنت أحدثهم أني هو، ثم يروني تابعاً لغلام من بني عبد مناف، ثم قال أمية: كأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه، فيكم فيك ما يريد. وفيه مجاشع بن عمرو =

<<  <  ج: ص:  >  >>