للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث: " لا تحسسوا، ولا تجسسوا " (١) .

قيل: معناهما واحد، وعطف أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظين كقول الشاعر: * متى أدن منه ينأ عني ويبعد *

وقيل: التجسس - بالجيم - البحث عن عورات النساء.

- وبالحاء - الاستماع لحديث القوم، ويروى أن ابن عباس سئل عن الفرق بينهما فقال: لا يبعد أحدهما عن الآخر: التحسس في الخير، والتجسس في الشر.

قلت: ويؤيده قوله تعالى حكاية عن يعقوب: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف " (٢) - بالحاء -.

على القراءة المشهورة، فإنه كان متوقعا لان يأتيه الخبر بسلامة يوسف.

وقوله سبحانه: " ولا تجسسوا " (٣) - بالجيم - فإن المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي لا يرضون بإفشائها واطلاع الغير عليها.

(اللغات) .

٤٥٦ - الفرق بين التحري والارادة: أن التحري هو طلب مكان الشئ مأخوذ من الحرا وهو المأوى وقيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها حرا أيضا ومنه تحري القبلة ولا يكون مع الشك في الاصابة ولهذا لا يوصف الله تعالى به فليس هو من الارادة في شئ.

٤٥٧ - الفرق بين التحلية والصفة: أن التحلية في الاصل فعل المحلي وهو تركيب


(١) الحديث في النهاية لابن الاثير (ح س س) و (ج س س) .
وفيه: التجسس بالجيم التفتيش عن بواطن الامور، وأكثر ما يقال في الشر.
وقيل التجسس بالجيم البحث عن العورات وبالحاء الاستماع.
وقيل بالجيم أن يطلبه لغيره وبالحاء أن يطلبه لنفسه.
(٢) يوسف ١٢: ٨٧.
(٣) الحجرات ٤٩: ١٢.
(*)

<<  <   >  >>