للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٦ - الفرق بين الاتقاء والخشية: أن في الاتقاء معنى الاحتراس مما يخاف وليس ذلك في الخشية.

٣٧ - الفرق بين الاتقان والإحكام: أن إتقان الشئ إصلاحه وأصله من التقن وهو الترنوق (١) الذي يكون في المسيل أو البئر وهو الطين المختلط بالحمأة يؤخذ فيصلح به التأسيس وغيره فيسد خلله ويصلحه فيقال أتقنه إذا (٢) طلاه بالتقن ثم استعمل فيما يصح معرفته فيقال أتقنت كذا أي عرفته صحيحا كأنه لم يدع فيه خللا، والاحكام إيجاد الفعل محكما ولهذا قال الله تعالى " كتاب احكمت آياته " (٣) أي خلقت محكمة ولم يقل اتقنت لانها لم تخلق وبها خلل ثم سد خللها.

وحكى بعضهم أتقنت الباب إذا أصلحته قال أبو هلال رحمه الله تعالى: ولا يقال أحكمته إلا إذا ابتدأته محكما.

٣٨ - الفرق بين الاتمام والاكمال (٤) : قد فرق بينهما بأن الاتمام: لازالة نقصان الاصل.

والاكمال: لازالة نقصان العوارض بعد تمام الاصل.

قيل: ولذا كان قوله تعالى: " تلك عشرة كاملة " (٥) أحسن من (تامة) .

فإن التام من العدد قد علم، وإنما نفي احتمال نقص في صفاتها.

وقيل: تم: يشعر بحصول نقص (٦) قبله.

وكمل: لا يشعر بذلك.


(١) (الرنوق خ ل) .
(٢) " أي خ ل ".
(٣) هود ١١: ١.
(٤) الاتمام والاكمال في الكليات (الاكمال ١: ٦٦) .
(التمام والكمال) .
والفرائد: ٥.
(٥) البقرة ٢: ١٩٦.
(٦) (نقص) سقطت من خ.
(*)

<<  <   >  >>