للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " (١) أي شكا لان الشاك في الامر لا ينفذ فيه ومثله " فلا يكن في صدرك حرج منه " (٢) وليس كل ما خاطب به النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم والمؤمنين أرادهم به ألا ترى إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى " (٣) والقصاص في العمد فكأنه أثبت لهم الايمان مع قتل العمد وقتل العمد يبطل الايمان وإنما أراد أن يعلمهم الحكم فيمن يستوجب ذلك ونحوه قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة " (٤) وقد تكلمنا في هذا الحرف في كتاب تصحيح الوجوه والنظائر بأكثر من هذا ومما قلنا قال بعض المفسرين في قوله تعالى " وما جعل عليكم في الدين من حرج " (٥) أنه أراد ضيقا لا مخرج منه وذلك أنه يتخلص من الذنب بالتوبة فالتوبة مخرج وترك ما يصعب فعله على الانسان بالرخص ويحتج به فيما أختلف فيه من الحوادث فقيل إن ما أدى إلى الضيق فهو منفي وما أوجب

التوسعة فهو أولى.

٧١٨ - الفرق بين الحرد والغضب: أن الحرد هو أن يغضب الانسان فيبعد عن من غضب عليه وهو من قولك كوكب حريد أي بعيد عن الكواكب وحي حريد أي بعيد المحل، ولهذا لا يوصف الله تعالى بالحرد وهو الحرد بالاسكان ولا يقال حرد بالتحريك وإنما الحرد إسترخاء يكون في أيدي الابل جمل أحرد وناقة حرداء، ويجوز أن يقال أن الحرد هو القصد وهو


(١) النساء ٤: ٦٥.
(٢) الاعراف ٧: ٢.
(٣) البقرة ٢: ١٧٨.
(٤) آل عمران ٣: ١٣٠.
(٥) الحج ٢٢: ٧٨.
(*)

<<  <   >  >>