للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول خفت زيدا كما قال تعالى " يخافون ربهم من فوقهم " (١) وتقول خفت المرض كما قال سبحانه " ويخافون سوء الحساب " (٢) والخشية تتعلق بمنزل المكروه ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية ولهذا قال

" ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " (٣) فإن قيل أليس قد قال " إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل " (٤) قلنا إنه خشي القول المؤدي إلى الفرقة والمؤدي إلى الشئ بمنزلة من يفعله وقال بعض العلماء يقال خشيت زيدا ولا يقال خشيت ذهاب زيد فإن قيل ذلك فليس على الاصل ولكن على وضع الخشية مكان الخوف، وقد يوضع الشئ مكان الشئ إذا قرب منه.

٨٥٠ - الفرق بين الخوف والخشية (٥) : ذكر المحقق الطوسي في بعض مؤلفاته ما حاصله: أن الخوف والخشية وإن كانا في اللغة بمعنى واحد إلا أن بين خوف الله وخشيته وفي عرف أرباب القلوب فرقا وهو أن [١٥ / ب] الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات، والتقصير في الطاعات.

وهو يحصل لاكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدا، والمرتبة العليا منه لا تحصل إلا للقليل.

والخشية: حالة تحصل عند الشعور بعظمة الخالق وهيبته وخوف الحجب عنه، وهذه حالة لا تحصل إلا لمن اطلع على حال الكبرياء وذاق لذة القرب، ولذا قال تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (٦) .


(١) النحل ١٦: ٥٠.
(٢) الرعد ١٣: ٢١.
(٣) الرعد ١٣: ٢١.
(٤) طه ٢٠: ٩٤.
(٥) الخوف والخشية.
في الكليات ٢: ٣٠١ - ٣٠٢.
والمفردات (الخوف ٢٠٩، والخشية ٢١٣) .
- والتعريفات (الخوف ١٠٧، والخشية ٢٩٤) .
والفرائد: ٨٥.
(٦) فاطر ٣٥ (*)

<<  <   >  >>