للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشاة ربى وهي مثل النفساء من النساء وقيل لها ذلك لانها تربي ولدها فالباء في التربية أصلها ياء نقلت إلى حرف العلة كما قيل في الظن

التظني.

٩٧٦ - الفرق بين الرجاء والطمع: أن الرجاء هو الظن بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشك فيه إلا أن ظنه فيه أغلب وليس هو من قبيل العلم، والشاهد أنه لا يقال أرجو أن يدخل النبي الجنة لكون ذلك متيقنا.

ويقال أرجو أن يدخل الجنة إذا لم يعلم ذلك.

والرجاء الامل في الخير والخشية والخوف في الشر لانهما يكونان مع الشك في المرجو والمخوف ولا يكون الرجاء إلا عن سبب يدعو إليه من كرم المرجو أو ما به إليه، ويتعدى بنفسه تقول رجوت زيدا والمراد رجوت الخير من زيد لان الرجاء لا يتعدى إلى أعيان الرجال.

والطمع ما يكون من غير سبب يدعو إليه فإذا طمعت في الشئ فكأنك حدثت نفسك به من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه، ولهذا ذم الطمع ولم يذم الرجاء، والطمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول طمعت فيه كما تقول فرقت منه وحذرت منه وإسم الفاعل طمع مثل حذر وفرق ودئب إذا جعلته كالنسبة وإذا بنيته على الفعل قلت طامع.

٩٧٧ - الفرق بين الرجاح والرزانة: أن الرجاح أصله الميل ومنه رجحت كفة الميزان إذا مالت لثقل ما فيها ومنه زن وأرجح، يوصف الرجل بالرجاح على وجه التشبيه كأنه وزن مع غيره فصار أثقل منه وليس هو صفة تختص الانسان على الحقيقة ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال للانسان ترجح أي كن راجحا ولكن يقال له ترجح أي تمايل، ويجوز أن يقال له ترزن أي كن رزينا وهي أيضا تستعمل في التثبيت والسكون، والرجاح في

<<  <   >  >>