للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الدرجة والسلم كما يقال صعد فيهما ويقال رقيت في العلم والشرف إلى أبعد غاية ورقي في الفضل ولا يقال في ذلك صعد والصعود على ما ذكرنا (١) مقصور على المكان، والرقي يستعمل فيه وفي غيره فهو أعم وهو أيضا يفيد التدرج في المعنى شيئا بعد شئ، ولهذ سمي الدرج مراقي وتقول مازلت اراقيه حتى بلغت به الغاية أي أعلو به شيئا شيئا.

١٠٢٥ - الفرق بين الرقيب والحفيظ: أن الرقيب هو الذي يرقبك لئلا يخفى عليه فعلك وأنت تقول لصاحبك إذا فتش عن امورك أرقيب علي أنت؟ وتقول راقب الله أي إعلم أنه يراك فلا يخفى عليه فعلك، والحفيظ لا يتضمن معنى التفتيش عن الامور والبحث عنها.

١٠٢٦ - الفرق بين الرقيب والمهيمن: أن الرقيب هو الذي يرقبك مفتشا عن

امورك على ما ذكرنا (٢) وهو من صفات الله تعالى بمعنى الحفيظ وبمعنى العالم لان الصفة بالتفتيش لا تجوز عليه تعالى.

والمهيمن هو القائم على الشئ بالتدبير ومنه قول الشاعر: ألا إن خير الناس بعد نبيهم * مهيمنه التأليه في العرف والنكر يريد القائم على الناس بعده، وقال الاصمعي: " ومهيمنا عليه " (٣) أي قفانا والقفان فارسي معرب وقال عمر رضي الله عنه: إني لاستعين بالرجل فيه عيب ثم أكون على قفانه أي على تحفظ أخباره والقفان بمعنى المشرف.


(١) في العدد: ١٢٦٣.
(٢) في العدد: ١٠٢٥.
(٣) المائدة ٥: ٤٨.
(*)

<<  <   >  >>