للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدم علم به وبما يوصل إلى المراد منه، ولذلك قيل للنجار صانع ولا يقال للتاجر صانع لان النجار قد سبق علمه بما يريد عمله من سرير أو باب وبالاسباب التي توصل إلى المراد من ذلك والتاجر لا يعلم إذا اتجر أنه يصل إلى ما يريده من الربح أو لا، فالعمل لا يقتضي العلم بما يعمل له ألا ترى أن المستخرجين والضمناء والعشارين من أصحاب السلطان يسمون عمالا ولا يسمون صناعا إذ لا علم لهم بوجوه ما يعملون من منافع عملهم كعلم النجار أو الصائغ بوجوه ما يصنعه من الحلي والآلات، وفي الصناعة معنى الحرفة التي يتكسب بها وليس ذلك في الصنع، والصنع أيضا مضمن بالجودة، ولهذا يقال ثوب صنيع وفلان صنيعة فلان إذا استخصه على غيره وصنع الله لفلان أي أحسن إليه وكل ذلك كالفعل الجيد.

١٢٩٠ - الفرق بين الصنع والفعل والعمل (١) : قال الراغب في الفرق بينها: الفعل لفظ عام.

يقال لما كان بإجادة وبدونها، ولما كان بعلم أو غير علم، وقصد أو غير قصد، ولما كان من الانسان والحيوان والجماد.

وأما العمل فإنه لا يقال إلا لما كان من الحيوان دون ما كان من الجماد ولما كان بقصد وعلم دون ما لم يكن عن قصد وعلم.

قال بعض الادباء: العمل مقلوب عن العلم، فإن العلم فعل القلب، والعمل فعل الجارحة، وهو يبرز عن فعل القلب الذي هو العلم وينقلب عنه.


(١) هذه المادة اللغوية مما نقل فيه المصنف عن الراغب الاصفهاني وغيره.
المفردات: ٥٧٦.
والكليات (الصنع: ١٢٠) .
والتعريفات (الفعل: ١٧٥) .
والفرائد: ١٦٥.
(*)

<<  <   >  >>