للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب، ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته، إلا أن العفو والغفران لما تقارب معناهما تداخلا واستعملا في صفات الله جل إسمه على وجه واحد فيقال عفا الله عنه وغفر له بمعنى واحد، وما تعدى به اللفظان يدل على ما قلنا وذلك أنك تقول عفا عنه فيقتضي ذلك إزالة شئ عنه وتقول غفر له فيقتضي ذلك إثبات شئ له.

١٥٥٩ - الفرق بين قوله لا يغفر أن يشرك به وقوله لا يغفر الشرك به: فيما قال علي بن عيسى: إن لا تدل على الاستقبال وتدل على وجه الفعل في الارادة ونحوها إذا كان قد يريد الانسان الكفر مع التوهم أنه إيمان كما يريد النصراني عبادة المسيح ويجوز إرادته أن يكفر مع التوهم أنه إيمان.

والفرق من جهة اخرى أن المصدر لا يدل على زمان وان يفعل على (١) يدل على زمان ففي قولك إن مع الفعل زيادة ليست في الفعل.

١٥٦٠ - الفرق بين الغفلة والسهو: أن الغفلة تكون عما يكون، والسهو يكون عما لا يكون تقول غفلت عن هذا الشئ حتى كان ولا تقول سهوت عنه حتى كان لانك إذا سهوت عنه لم يكن ويجوز أن تغفل عنه ويكون، وفرق آخر أن الغفلة تكون عن فعل الغير تقول كنت غافلا عما كان من فلان ولا يجوز أن يسهى عن فعل الغير.

١٥٦١ - الفرق بين الغفلة والسهو (٢) : قيل: السهو عدم التفطن للشئ مع بقاء صورته أو معناه في الخيال أو الذكر بسبب اشتغال النفس


(١) هكذا في الاصل، ولعلها زائدة راجع الرقم ١١٨٩.
(٢) السهو والغفلة في الكليات ٣: ٢٥.
التعريفات (الغفلة ١٦٨) .
المفردات (غفل ٤٥٣) .
الفرائد: ١٣٤.
(*)

<<  <   >  >>