للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسط القوم وثوبي وسط الثياب وإنما تخبر عن شئ فيه الثوب وليس به، فإذا حركت السين كان إسما وكان بمعنى بعض الشئ تقول وسط رأسه صلب فترفع لانك إنما تخبر عن بعض الراس لا عن شئ فيه، والوسط إسم الشئ الذي لا ينفك من الشئ المحيط به جوانبه كوسط الدار، وإذا حركت السين دخلت عليه في فتقول إحتجم في وسط رأسه ووسط رأسه بموضع هذا في وسط القوم، ولا يقال قعدت في وسط القوم كما لا يقال قعدت في بين القوم كما أن بين لا يدخل عليه في فكذلك لا تدخل على ما أدى عنه بين.

٢٣١٠ - الفرق بين الوسط والبين: أن الوسط يضاف إلى الشئ الواحد وبين تضاف إلى شيئين فصاعدا لانه من البينونة تقول قعدت وسط الدار ولا يقال قعدت بين الدارين أي حيث تباين إحداهما صاحبتها وقعدت بين القوم أي حيث يتباينوا من المكان، والوسط يقتضي إعتدال الاطراف إليه ولهذا قيل الوسط العدل في قوله تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " (١) .

٢٣١١ - الفرق بين الوسيلة والذريعة: أن " الوسيلة " عند أهل اللغة هي القربة وأصلها من قولك سألت أسأل أي طلبت وهما يتساولان أي يطلبان القربة التى ينبغي أن يطلب مثلها وتقول توسلت إليه.

بكذا فتجعل كذا طريقا إلى بغيتك عنده، والذريعة إلى الشئ: هي الطريقة إليه ولهذا يقال جعلت كذا ذريعة إلى

كذا فتجعل الذريعة هي الطريقة نفسها وليست الوسيلة هي الطريقة فالفرق بينهما بين.


(١) البقرة ٢: ١٤٣.
(*)

<<  <   >  >>