للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما كان في الليلة التي فيها قال لأمه: علي قطع في هذه الليلة وعلامة ذلك ظهور كوكب الذنابة؛ ودفع إليهما خمسمائة ألف دينار ذخيرة لها، فمنعته من الركوب، ونام. ثم انتبه آخر الليل وقام ليركب، فتعلقت به، فامتنع ومضى، وركب الحمار إلى باب القاهرة، ففتح له أبو عروس صاحب الشرطة الباب وأغلقه خلفه، وخرج متبعا له. قال: فسمعته يقول: ظهر والله الكوكب؛ ولم يكن معه سوى ركابي وصبي يحمل دواته. فعارضه وسط الجبل سبع فوارس من بني قرة، فخدموه وسألوه الأمان وأن يسعفهم بما يصلح شأنهم، فأمنهم، وأمر الركابي أن يحملهم إلى الخازن يدفع إليهم عشرة آلاف درهم. ودخل الشعب الذي كان يدخله وقد وقف العبدان له، فضرباه حتى مات، وطرحاه، وشقا جوفه ولفاه في كساء، وقتلا الصبي وغرقا حماره؛ وحملا الحاكم في كساء إلى أخته فدفنته. وأقامت مدة، وأحضرت الوزير خطير الملك وعرفته الحال، وأمرته أن يكاتب عبد الرحيم بن إلياس يستدعيه من دمشق. فكتب إليه على لسان الحاكم يأمره بالمبادرة، واستدعت ألف ألف دينار فرقتها في الأولياء وبعثت قائد السواحل. فلما قدم عبد الرحيم عدل به إلى تنيس فقتل بها.

واضطرب الناس لغيبة الحاكم، فأرسلت إليهم: إنه أخبرني أنه يغيب سبعة أيام، وإنه يواصلني بأوامره. ورتبت رسلا يمضون عنها إلى الحاكم ويجيئون منه

<<  <  ج: ص:  >  >>