للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولخمس بقين منه كان ثالث فصح النصارى، فاجتمع بقنطرة المقس من النصارى والمسلمين في الخيام المنصوبة وغيرها خلق كثير طول نهارهم في لهو وتهتك قبيح، واختلط الرجال بالنساء وهم يعاقرون الخمر، حتى حملت النساء في قفاف الحمالين من شدة السكر؛ فكان المنكر شديدا في هذا اليوم.

وركب الظاهر في موكب إلى المقس بعمامة شرب مفوطة بسواد، وثوب دبيقي مدير بسواد، فدار هناك طويلا وعاد.

ولثلاث بقين منه ورد من أهل الريف زيادة على خمسة آلاف رجل فارين من عدة الدولة وعمادها، رفق الخادم، متولى السيارة بأسفل الأرض لعسفه. وقدم الخبر باجتماع العرب الهلاليين والكلابيين وبني قرة وجهينة على الخارجي بالصعيد؛ وبعث حيدرة بن نقيايان، متولى الصعيد، يطلب عسكرا، فسير إليه خلق من العبيد، والباطلية، والبرقية، وغيرهم.

وأهل صفر وأوله الاثنين. في ثلاث قدم الحاج وفيه خلائق من أهل خراسان، معهم أمتعة، ورسول صاحب خراسان بهدية إلى الظاهر؛ فأكرم وأنزل. وكان من خبرهم أن حاج خراسان تأخر عن الحج في سنتي عشرة وإحدى عشرة، فاستغاث الناس بالسلطان يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سبكتكين، فتقدم إلى قاضي مملكته أبي محمد الناصحي في الحج، ونادى بذلك في أعمال خراسان، وأطلق للعريان ثلاثين ألف دينار سوى ما سيره للصدقات؛ فساروا وحجوا، وعادوا سالمين. ثم حجوا بعد ذلك في سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>