للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يكون أبدا، وما كتبت إليه فكثير. فطالعه عيونه بقوله؛ فأحضر ابن الإخوة وقال له: قد جرى صاحبك على عادته في الجهل، فاكتب إليه بما يردعه فيه، وإلا عرفته بنفسي إذ لم يعرفني. فكتب إليه بذلك، فأجاب بما هو أقبح من الأول. فدس إليه الوزير من تلطف في أخذ سكين دواته؛ فلما وصلت إليه أحضر ابن الإخوة وقال له: كنت أظن بصاحبك أن الذي حمله على ما كان منه ثروة الشبيبة، وقلة خبره بما تقضي به الأقدار، وأنه إذا نبه تنبه، فإذا الجهل مستول عليه، وظنه أن بعد المسافة بيننا وبينه يمنع من الانتصاف منه والوصول إليه بما يكره؛ وقد تلطفنا في أخذ سكين دواته، وها هي ذي، فأنفذها إليه وأعلمه أنا كما تلطفنا في أخذها أنا نتلطف في ذبحه بها. ودفعها إليه. فكتب ابن الإخوة بذلك، فازداد شراً وبطراً. فدس عليه من أخذ نعله، وكان يمشي في الأحذية السندية، فلما وصلت إليه أحضر ابن الإخوة وقال له: اكتب إلى هذا البربري الأحمق، وقل له إن عقلت وأحسنت أدبك، وإلا جعلنا تأديبك بهذه. فجرى على عادته في القول القبيح.

وفيها توسل ثمال بن صالح في الصفح عنه وأطلق المأسورين، وسعى في ذلك علي ين عياض قاضي صور؛ وسير ثمال زوجته علية بنت وثاب بن جعفر النميري وولده وثابا إلى القاهرة، ومعهما مال سنتين، أربعون ألف دينار. فقام اليازوري بأمرهم، فقبلهم المستنصر، وبالغ في الإحسان إليهم، وزاد في ألقاب ثمال وألقاب مقلد ابن عمه، ولقب قاضي صور عين الدولة.

وفيها ملك المستنصر حصن المنيعة بالشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>