للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{الخيرات}

(١٤٨) - لِكُلِّ أَمَّةٍ جِهَةٌ تَتَّجِهُ إِليهَا فِي صَلاَتِها، فَإِبرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ كَانَا يُوَلِّيَانِ جِهَةَ الكَعْبَةِ، وَبَنُو إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَسْتَقْبِلُونَ صَخْرَةَ بَيْتِ المَقْدِسِ، والنَّصَارَى كَانُوا يَسْتَقْبِلُونَ المَشْرِقَ، فَالقِبْلَةُ مِنَ المَسَائِلِ التِي اختَلَفَتْ بِاخْتِلاَفِ الأُمَمِ، وَلَيْسَتْ أَسّاً مِنْ أُسُسِ الدِّينِ كَتَوحِيدِ اللهِ، وَالإِيمَانِ بِالبَعْثِ. . . فَالوَاجِبُ فِيها التَّسلِيمُ لأمرِ الوَحيِ. فَبَادِرُوا إِلى فِعْلِ الخَيرَاتِ، وَليحرِصْ كُلٌّ مِنْكُمْ عَلَى أَنْ يَكُونَ سَبَّاقاً إِلَيهِ.

وَفِي أَيِّ مََكَانٍ تَكُونُونَ فَإِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يأتِيَ بِكُمْ جَمِيعاً، وَيَجْمَعَكُمْ لِلْحِسَابِ، فَعَلَيكُمْ أَنْ تَسْتَبِقُوا لِفِعْلِ الخَيراتِ، فَالبِلادُ وَالجِهَاتُ لاَ شَأْنَ لَهَا فِي أمرِ الدِّينِ. وَاللهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، وَلا يُعْجِزهُ أَنْ يَحْشُرَ النَّاسَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَهْمَا بَعُدَتْ بَيْنَهُمُ المَسَافَاتُ.

<<  <   >  >>