للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-عليه السلام- كان ينزل بالوحى على النبى صلى الله عليه وسلم ويخاطبه على كثب من الصحابة رضي الله عنهم وهم لا يرونه، والجن يعيشون بيننا، ويتكلمون فيما بينهم، ونحن لا نراهم، ولا نسمع كلامهم، والنائم يجد ألماً ولذة فى نومه، ولا يحس بذلك جليسه، بل اليقظان يحس بالألم، ويشعر باللذة ولا يجد ذلك من يجالسه (١) .

والمحتضر يشعر بالألم عند احتضاره، وتضربه الملائكة، والحاضرون لا يرون ذلك.

كذلك عذاب القبر، ونعيمه، يقع على الميت، حتى لو دفن رجلان أحدهما إلى جنب الآخر، وكان أحدهما منعماً، والآخر معذباً، فإن نعيم الأول لا يصل إلى الثانى، وكذا عذاب الثانى لا يصل إلى الأول. وقدرة رب العزة أعجب، وأوسع من ذلك (٢) . فقياس أحوال الآخرة، وحياة البرزخ بأحوال الدنيا، قياس للغائب، على الشاهد، وهو محض الضلال، والجهل، وتكذيب الرسل صلوات الله وسلامه عليهم (٣) أ. هـ.

اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات،

ومن فتنة المسيح الدجال، اللهم إنى اسألك حسن الخاتمة


(١) انظر: المنهاج شرح مسلم للنووى ٩/٢٢٤ رقم ٢٨٦٦-٢٨٧٥، وفتح البارى ٣/٢٧٨ رقم ١٣٧٤، والروح ص ٩٠، ٩١.
(٢) انظر: شرح الطحاوية ٢/١٣٨، والروح ص ٩٢،٩٣، والاعتصام ٢/٥٦٩.
(٣) انظر: فتح البارى ٣/٢٧٨ رقم ١٣٧٤، الروح ص ١٠٠، وللاستزادة انظر: إثبات عذاب القبر وسؤال الملكين للإمام البيهقى، والغيبيات فى ضوء السنة للدكتور محمد همام، وموقف المدرسة العقلية من السنة ١/٣٩٧-٤١٥.

<<  <   >  >>