للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. أما أنه صلى الله عليه وسلم أكل فى قصعة من الفخار، ونحن نأكل فى الأوانى الفاخرة غير الذهبية والفضية، فهذا من المباحات والإباحة تشريع (١) .

...

... وأما الهيئة: فهناك هيئات مأمور بها وهيئات منهى عنها، وهيئات أخرى كثيرة مباحة، والكل تشريع. "يا غلام سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك" (٢) هيئة أكل مشروعة (٣) ،

و"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس فى الإناء" (٤) هيئة ممنوعة شرعاً فى نفس الإناء، ومستحبة خارج الإناء (٥) ، أما أنه صلى الله عليه وسلم أكل بأصابعه ويده. ونحن نأكل بالملاعق، والشوك، والسكاكين، فهو من المباحات المشروعة.

فماذا فى الأكل والشرب من السنة غير التشريعية؟!!

... إن قصدوا بالسنة غير التشريعية فى ذلك السنة غير الملزمة، وهى المباحات كان الخلاف بيننا لفظياً.

... وإن قصدوا ما هو مطلوب على وجه الوجوب أو الندب، وما هو منهى عنه على وجه الحرمة أو الكراهة فهو غير مسلم.


(١) السنة والتشريع لفضيلة الأستاذ الدكتور موسى شاهين ص ٢٣، وسيأتى مزيد من بيان شرعية (المباح) بعد قليل.
(٢) البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين ٩/٤٣١ رقم ٥٣٧٦، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما ٧/٢٠٩ رقم ٢٠٢٢. من حديث عمر بن أبى سلمة رضي الله عنه.
(٣) انظر: مجلة الأزهر عدد ربيع الآخر١٤١٨هـ ص٦٣٠مقال (التيامن فطرة إلهية وأفضلية تاريخية".
(٤) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأشربة، باب النهى عن التنفس فى الإناء ١٠/٩٥ رقم ٥٦٣٠، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأشربة، باب كراهية التنفس فى نفس الإناء واستحباب التنفس ثلاثاً خارج الإناء ٧/٢١٧ رقم ٢٦٧ من حديث أبى قتادة رضي الله عنه.
(٥) انظر: فتح البارى، وشرح النووى فى الأماكن السابقة.

<<  <   >  >>