للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدليل أنه قبل خبر عائشة وحدها فى أن النبى صلى الله عليه وسلم مات يوم الاثنين وقبل أيضاً خبرها وحدها فى قدر كفن النبى صلى الله عليه وسلم فعن عائشة - رضى الله عنها - قالت: "دخلت على أبى بكر رضي الله عنه فقال: فى كم كفنتم النبى صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فى ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص، ولا عمامة، وقال لها فى أى يوم توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت يوم الاثنين. قال: فأى يوم هذا؟ قالت يوم الاثنين. قال: أرجوا فيما بينى وبين الليل ... الحديث" (١) .

٣- وأما قصة عمر رضي الله عنه وتوقفه فى خبر أبى موسى فى الاستئذان، فإن أبا موسى أخبره بذلك الحديث عقب إنكاره عليه رجوعه بعد الثلاث، وتوعده، فأراد التثبت خشية أن يكون دافع بذلك عن نفسه (٢) . يدل على ذلك ما جاء فى إحدى طرق الحديث أن أبى ابن كعب قال لعمر:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك يا ابن الخطاب! فلا تكونن عذاباً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمقال سبحان الله! إنما سمعت شيئاً. فأحببت أن أتثبت" (٣) .

... وفى رواية:"والله إن كنت لأمينا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحببت أن أتثبت (٤) ،وفى رواية:"أما إنى لم أتهمك.ولكن خشيت أن يتقوَّل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم (٥)

وقد قبل عمر رضي الله عنه أخبار آحاد كثيرة دون توقف.


(١) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجنائز، باب موت يوم الاثنين ٣/٢٩٧ رقم ١٣٨٧
(٢) انظر: تدريب الراوى ١/٧٣، والرسالة للشافعى ص ٤٣٣ فقرات رقم ١١٨٩، ١١٩٦.
(٣) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الآداب، باب الاستئذان ٧/٣٨٧ رقم ٧٢٥٤.
(٤) انظر: فتح البارى ١١/٣٢ رقم ٦٢٤٥.
(٥) أخرجه مالك فى الموطأ كتاب الاستئذان، باب الاستئذان ٢/٧٣٤ رقم ٣٠، وانظر: شرح الزرقانى ٤/٤٢٥ - ٤٢٧، والرسالة للشافعى ص ٤٣٥، ٤٣٦ فقرات رقم ١١٩٥ - ١٢٠٠.

<<  <   >  >>