للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. قال الحافظ ابن حجر فى المطالب العالية: "هذا الحديث أنكره الناس على عثمان ابن أبى شيبة فبالغوا، والمنكر منه قوله عن الَملَك "عهده باستلام الأصنام" فإن ظاهره أنه باشر الاستلام، وليس ذلك مراداً، بل المراد أنه شهد مباشرة المشركين استلام أصنامهم" (١) .

... وهذا الرأى ذهب إليه الأئمة: السيوطى فى الخصائص الكبرى (٢) وابن كثير فى البداية

والنهاية (٣) والبيهقى فى دلائل النبوة (٤) والهيثمى فى مجمع الزوائد (٥) قائلاً: "رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، ولا يحتمل هذا من مثله، إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشهد تلك المشاهد قبل النبوة للإنكار وهذا يتجه، ويفسره ويؤكده رواية زيد بن حارثة السابقة" أهـ بتصرف.

... قلت: وأنا مع الأئمة فيما ذهبوا إليه من إنكارهم للحديث، وتفسيرهم لظاهر استلامه صلى الله عليه وسلم للأصنام بأن المراد به شهوده صلى الله عليه وسلم مشاهد المشركين واستلامهم لأصنامهم، ويؤكد هذا التفسير سيرته العطرة قبل النبوة والتى عصمه ربه عز وجل فيها مما كان عليه المشركون، من أكل ما ذبح على النصب، أو الحلف بأسماء الأصنام، وكذلك عصمته من مظاهر لهو الجاهلية، ولو كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ من ذلك لاحتجوا به فى رد دعوته بعد البعثة، ولكن ذلك لم يرد، فدل على عصمته صلى الله عليه وسلم منه.


(١) المطالب العالية ٤/١٧٩ رقم ٤٢٦١.
(٢) ١/١٥٢.
(٣) ٢/٢٦٨.
(٤) ٢/٣٦.
(٥) ٨/٢٢٦.

<<  <   >  >>