للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. والاستفهام فى الآية (ألم) للتقرير: أى قد شرحنا لك صدرك والشرح هنا فى حقه صلى الله عليه وسلم، شرح معنوى وحسى معاً.

... أما الشرح المعنوى: فهو بالنور الإلهى كما فى قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد فى السماء} (١) وقوله سبحانه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} (٢) .

... أما الشرح الحسى: فقد حدث له صلى الله عليه وسلم أربع مرات (٣) وبه قال كثير من الأئمة:

وكانت المرة الأولى: عندما كان ابن أربع سنين من عمره المبارك، وكان القصد منها كما جاء فى الرواية – نزع العلقة السوداء من قلبه، كرامة له من عند ربه عز وجل، تلك العلقة التى ولد بها تكملة للخلق الإنسانى، لأنها حظ الشيطان من كل البشر، وقد تم بنزعها من قلبه صلى الله عليه وسلم، أن نشأ مبرءاً من كل عيب، فنشأ على أكمل أحوال البشر من العصمة من الشيطان، والاتصاف بالمحامد العليا منذ نعومة أظفاره، والتى لا يفوقه فيها غيره (٤) .


(١) الآية ١٢٥ الأنعام.
(٢) الآية ٢٢ الزمر.
(٣) وروى شق صدره الشريف مرة خامسة، وهو ابن عشرين سنة فيما قيل ولا تثبت فلا تذكر إلا مقرونة ببيان عدم الثبوت كما قال أئمة الحديث ينظر: شرح الزرقانى على المواهب ١/٢٨٩، ٥/٤٧٢، وفتح البارى ١/٥٤٩ رقم ٣٤٩، ١٣/ ٤٨٩ رقم ١٥١٧.
(٤) ينظر: الروض الأنف للسهيلى ١/٢٩١، وفتح البارى ٧/٢٤٤ رقم ٣٨٨٧، وشرح الزرقانى على المواهب ١/٢٨٩، ٥/٤٦٨، ٤٦٩، ٨/٦٧.

<<  <   >  >>