للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- ما حدث بعد غزوة بدر الكبرى من محاولة عمير بن وهب (١) قتل النبى صلى الله عليه وسلم، وكتمه ذلك سراً بينه وبين صفوان بن أمية (٢) على أن يؤدى عنه صفوان دينه، ويعوله فى أهله وعياله، ولا ينقسهم شيئاً ما بقوا، فلما قدم عمير المدينة، ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابنه "وهب" وقع أسيراً يوم بدر، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ بحمالة سيفه فى عنقه قال: أرسله يا عمر، أدن يا عمير، فدنا، ثم قال: انعموا صباحاً – وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة" فقال: أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد، قال: "فما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذى فى أيديكم فأحسنوا فيه، قال: "فما بال السيف فى عنقك" قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً؟ قال: "أصدقنى ما الذى جئت له؟ " قال: ما جئت إلا لذلك، قال: "بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية فى الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين على، وعيال عندى، لخرجت حتى أقتل محمداً: فتحمل لك صفوان بن أمية، بدينك، وعيالك، على أن تقتلنى له، والله حائل بينك وبين ذلك" قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إنى لأعلم أن ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذى هدانى للإسلام، وساقنى هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق، فقال رسول


(١) أسلم وحسن إسلامه، له ترجمة فى: أسد الغابة ٤/٢٨٨، ٢٨٩ رقم ٤٠٩٦، والاستيعاب ٣/١٢٢١ – ١٢٢٣ رقم ١٩٩٧، والإصابة ٥/٣٦ رقم ٦٠٧٣، وتاريخ الصحابة ص١٣٥ رقم ٦٦٠.
(٢) أسلم وحسن إسلامه، له ترجمة فى: أسد الغابة ٣/٢٤ رقم ٢٥١٠، والاستيعاب ٢/٧١٨ رقم ١٢١٤، والإصابة ٢/١٨٧ رقم ٤٠٩٣.

<<  <   >  >>