للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام وابنه: {يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} (١) وقال تعالى على لسان امرأة العزيز: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم} (٢) وقال سبحانه فى حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} (٣) وقال تعالى: {قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة} (٤) وفى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بى وبما جئت به. فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها. وحسابهم على الله" (٥) والعصمة القلادة، وفى اللسان أيضاً أصل العصمة: الحبل وكل ما أمسك شيئاً فقد عصمه" (٦) .

... وبالإمعان فى هذه المعانى جميعها ترى أنها ترجع إلى المعنى الأول الذى هو "المنع" فالحفظ منع للشئ من الوقوع فى المكروه أو المحظور، والقلادة تمنع سقوط الخرز منها، والحبل يمنع من السقوط والتردى.


(١) الآيتان ٤٢، ٤٣ هود.
(٢) جزء من الآية ٣٢ يوسف.
(٣) الآية ٦٧ المائدة.
(٤) الآية ١٧ الأحزاب.
(٥) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله... الخ ١/٢٣٣ رقم ٢٠، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجهاد، باب دعاء النبى صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام والنبوة... الخ ٦/١٣٠ رقم٢٩٤٦ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
(٦) لسان العرب لابن منظور ١٢/ ٤٠٣ – ٤٠٥، وينظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس ٤/٣٣٢، ومختار الصحاح للرازى ص٤٣٧، والقاموس المحيط للفيروز آبادى ٤/١٤٨، ١٤٩، والمصباح المنير لأحمد الفيومى ٢/٥٦٦.

<<  <   >  >>