للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وسوف نناقشها فقرة فقرة، وننقضها لبنة لبنة، حتى يقتنعوا أن ما زعموه من أدلة هى السراب الباطل الذى يحسبه الظمآن ماءً.

... إنى أقول ذلك ومعى تأكيداً له شواهد من التاريخ، والنقل الثابت من الكتاب والسنة، وإجماع الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم من الكبائر والصغائر قبل النبوة وبعدها من كل ما يمس قلبه وعقيدته وخلقه وعقله بسوء، ومبرهناً فى نفس الوقت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل وأعلى، وأرفع وأقدس من أن تناله الشبه.

... فإلى بيان ذلك من خلال استعراض شبهاتهم والرد عليها فى المطالب التالية.

[المطلب الأول: شبهتهم حول آيات ورد فيها إسناد "الضلال" و"الغفلة" إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم]

والجواب عنها

... احتج المشاغبون الذاهبون إلى نفى العصمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قلبه وعقيدته قبل البعثة وبعدها، بما ورد من آيات أسند فيها "الضلال" و"الغفلة" إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم، وحملوها على الكفر فى حقه صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى: {قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربى إنه سميع قريب} (١) وقوله عز وجل: {ووجدك ضالاً فهدى} (٢) وقوله سبحانه: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} (٣) .

... ويجاب عن ما سبق بما يلى:


(١) الآية ٥٠ سبأ.
(٢) الآية ٧ الضحى.
(٣) الآية ٣ يونس، وينظر: ممن قال بهذه الشبهة، الإسلام بدون حجاب (كتاب مستل من شبكة الإنترنت) ص٣٥ - ٣٧، والأنبياء فى القرآن لأحمد صبحى منصور ص٢٣، ٣٠ - ٨٠، ١٢٦، ومشروع التعليم والتسامح لأحمد صبحى وغيره ص١٣٧، ١٥٢، وجريدة الدستور عدد ٣١/١٢/١٩٩٧، وجريدة الميدان العدد ٢٨٩ مقالتان لأحمد صبحى منصور، وإعادة تقييم الحديث لقاسم أحمد ص١٥٥.

<<  <   >  >>