للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. روى مسلم فى صحيحه بسنده عن عائشة رضى الله عنها قالت: إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلاً. قالت: فتواطئت أنا وحفصة (١) أن أيتنا ما دخل عليها النبى صلى الله عليه وسلم، فلتقل: إنى أجد منك ريح مغافير (٢) أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له. فقال: "بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود له" فنزل: {يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك} ... إلى قوله: "إن تتوبا (لعائشة وحفصة) وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثاً، لقوله: بل شربت عسلاً" (٣) .

... وفى رواية للبخارى: "فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبرى بذلك أحداً" (٤) وقد روى مسلم فى صحيحه روايتين، أحدهما السابقة، والتى تفيد أن التى سقت الرسول صلى الله عليه وسلم العسل، زينب بنت جحش، وأن المتظاهرتين عليه هما عائشة وحفصة رضى الله عنهما.


(١) هى: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وزوج النبى صلى الله عليه وسلم، توفيت سنة ٤١هـ، وقيل غير ذلك. لها ترجمة فى: تاريخ الصحابة ص٨٣ رقم ٣٣٩، والرياض المستطابة ص٣١٢، وأسد الغابة ٧/٦٧ رقم ٦٨٥٢، والاستيعاب ٤/١٨١١ رقم ٣٧٩٧.
(٢) بفتح الميم، وبغين معجمة، وفاء بعدها ياء، وأحدها مغفور وهو: صمغ حلو كالنَّاطِف، وله رائحة كريهة منكرة، ينضحه شجر يقال له: العرفط، يكون بالحجاز ينظر: النهاية فى غريب الحديث ٣/٣٣٦.
(٣) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق ٥/٣٣٠ رقم ١٤٧٤.
(٤) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منها كتاب التفسير، باب سورة التحريم ٨/٥٢٤ رقم ٤٩١٢.

<<  <   >  >>