للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: شبهة الطاعنين فى حديث "شق صدره صلى الله عليه وسلم"]

والرد عليها

... يذهب أعداء الإسلام من المستشرقين، وأذيالهم من أعداء السنة المطهرة إلى إنكار الشق الحسى لصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم (١) فبعض المستشرقين مثل "نيكولوسون" يرجعه إلى حالة عصبية كانت تنتابه صلى الله عليه وسلم فى فترات متقطعة (٢) بينما تجد "موير" يوافقه ويزيد عليه أنها لم تؤثر فى شخصيته، معللاً ذلك بحسن تكوينه وسلامة أعضائه، ونجد أن "شبرنجر" يؤيدهما أيضاً ويتلمس مخرجاً لظهور هذه الحالة عنده، فيعللها بأنها موروثة له عن أمه بسبب الرؤيا التى كانت تراه أثناء حمله... وما هى إلى من قبيل الخرافات (٣) وهو يقصد أن أمه آمنة كانت مصابة بداء الصرع، يدلنا على وجوده عندها تلك الرؤيا المتكررة لها أثناء حملها له، وليس لها نصيب من الحق، وقد ورث هذا الصرع منها.

... أما "درمنغم" فإنه يعزو شرح الصدر إلى أمر معنوى يشير إلى مغزى فلسفى نبهت إليه سورة "الشرح" فيقول: "إنها نشأت من قول الله تعالى {ألم نشرح لك صدرك} (٤) وأن هذه العملية أمر باطنى قام على تطهير ذلك القلب وتوسيعه ليتلقى رسالة الله عن حسن نية، ويبلغها بإخلاص تام، ويحتمل عبئها الثقيل، وأن أسطورة شق الصدر ذات مغزى فلسفى لما تشير إليه تلك الدرنة السوداء من الخطيئة الأولى التى لم يعف منها غير مريم وعيسى، ولما يدل عليه تطهير القلب من معنى الورع الصوفى" (٥) .

... وقد تأثر بهذا الفكر الاستشراقى أعداء السنة المطهرة والسيرة العطرة من القرآنيين، والرافضة.


(١) سبق ذكر الروايات فى ذلك وتخريجها ص٦٤ - ٦٨.
(٢) تاريخ أدب العرب ص١٤٧، ١٤٨.
(٣) دائرة المعارف ٢/٦٣٠ مادة آمنة. وينظر: الاستشراق فى السيرة لعبد الله النعيم ص٣٩، ٦٠، والرسول فى كتابات المستشرقين لنذير حمدان ص١١٢، ١٣٤، ومقالة فى الإسلام لجرجس سال ص٤٩، ومحمد رسول الله لآتيين دينيه ص٨٥، والظاهرة القرآنية لمالك بن نبى ص٧٦.
(٤) الآية الأولى الشرح.
(٥) حياة محمد لدر منغم ص٤٨.

<<  <   >  >>