للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. أى: لو لم يكن القرآن والسنة منزلين من عندنا، ومحمد ادعى أنهما منا، لما أقررناه على ذلك، ولعجلنا بإهلاكه. فعدم هلاكه صلى الله عليه وسلم دال على أنه لم يقل على الله ما لم يقله عزوجل، لأن "لو" حرف امتناع، لامتناع، فامتنع ذلك من الله عز وجل، لامتناع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الأشياء.

قال الحافظ ابن كثير: بعد أن فسر هذه الآيات: "والمعنى فى هذا بل هو صادق بار راشد، لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات، والدلالات القاطعات" (١) .

... وبالجملة: فالآيات من جملة مدحه، ودليل عصمته فى البلاغ لوحى الله تعالى، إذ فيها القسم على تصديقه بجميع الموجودات، وأنه لا يمكنه الافتراء عليه (٢) قال تعالى: {فلا أقسم بما تبصرون. ومالا تبصرون. إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين} (٣) .

جـ- وقال سبحانه: {وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى} (٤) فكلمة "ينطق" فى لسان العرب، تشمل كل ما يخرج من الشفتين قول أو لفظ (٥) أى: ما يخرج نطقه صلى الله عليه وسلم عن رأيه، إنما هو بوحى من الله عز وجل (٦) .


(١) تفسير القرآن العظيم ٨/٢٤٥، وينظر: الكشاف ٤/٦٠٧، والتحرير والتنوير ٢٩/١٤٤.
(٢) شرح الزرقانى على المواهب ٩/٥٣.
(٣) الآيات ٣٨ – ٤٣ الحاقة.
(٤) الآيتان ٣، ٤ النجم.
(٥) ينظر: القاموس المحيط ٣/٢٧٧، ومختار الصحاح ص٦٦٦، ولسان العرب ١٠/٣٥٤.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ١٧/٨٤، ٨٥.

<<  <   >  >>