للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحتى لو قبلنا أن المراد بالتمنى هو التلاوة، فإن من الممكن أن يكون المراد من الآية هو: إعلام المولى عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم، بأن من أرسل قبله من الرسل كان إذا تلا ما يؤديه إلى قومه، حرفوا عليه، وزادوا فيما يقوله ونقصوا، كما فعلت اليهود والنصارى فى الكذب على أنبيائهم قال تعالى: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه} (١) وقال سبحانه: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه} (٢) وقال عز وجل: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} (٣) وقال تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين} (٤) فأضاف ذلك إلى الشيطان لأنه يقع بوسوسته وغروره، ثم بين الله عز وجل أنه يزيل ذلك ويدحضه بظهور حجته وينسخه بشريعة نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، تلك الشريعة التى تعهد رب العزة بحفظها فى قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (٥) .


(١) جزء من الآية ٤١ المائدة.
(٢) الآية ٤٦ النساء.
(٣) الآية ٧٥ البقرة.
(٤) الآية ١٠٢ البقرة.
(٥) الآية ٩ الحجر، وينظر: تنزيه الأنبياء للموسوى ص١٠٧، ومحمد رسول الله ٢/٧٢ – ٧٨.

<<  <   >  >>