للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ومرادى فى هذا الفصل، بيان عصمته صلى الله عليه وسلم فى بدنه من القتل، وفى قلبه، وعقيدته من الكفر والشرك، والضلال، والغفلة، والشك، وعصمته من تسلط الشيطان عليه، مع بيان كمال عقله، وخلقه صلى الله عليه وسلم، وأنه كما قال فيه ربه عز وجل: {والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى إن هو إلى وحى يوحى} (١) وقال سبحانه: {ما كذب الفؤاد ما رأى} (٢) وقال عز وجل: {ما زاغ البصر وما طغى} (٣) .

... إن كمال العقل وعصمته من الكفر والشرك والشك، ومن تسلط الشيطان عليه؛ صفة أساسية فى رسل الله عز وجل، وشرط ضرورى من شروط رسالة جميع الرسل؛ وهى جزء من الكمال البشرى الذى كملهم الله عز وجل به، وهو عامل مهم، وسبب قوى من أسباب تبليغ رسالة ربهم إلى أقوامهم.

... وإذا كان الكمال العقلى صفة أساسية فى رسل الله عز وجل، فإمامهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والقارئ لسيرته صلى الله عليه وسلم لا يشك فى أنه صلى الله عليه وسلم كان أعقل الناس وأذكاهم (٤) .

... ولم لا وقد كانت نشأته صلى الله عليه وسلم، منذ ولدته أمه إلى أن بعثه الله عز وجل رحمة للعالمين، أكمل نشأة، تولاه الله تعالى فأدبه ورباه فكمله، ورعاه فحفظه مما كان يشين حياة قومه من وثنية، وعادات مسترذلة، حتى غدا أكمل إنسان فى بشريته، لم يستطع أحد أن يريبه فى حياته، أو يزن شبابه بغميزه أو ريبة على كثرة الخصوم، والأعداء المتربصين، فضلاً من الله ونعمة، والله ذو الفضل العظيم (٥) .


(١) الآيات ١ – ٤ النجم.
(٢) الآية ١١ النجم.
(٣) الآية ١٧ النجم.
(٤) ينظر: الشفا ١/٦٦.
(٥) ينظر: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لفضيلة الشيخ محمد الصادق عرجون ١/١٩٥.

<<  <   >  >>