للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الحافظ ابن كثير (١) : " وبهذا استدل البخارى (٢) وغيره على أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت، لا كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم، وهكذا ثبت فى صحيح البخارى من حديث الحسن (٣) ، عن أبى بكرة (٤) رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر- والحسن بن علىّ إلى جنبه- وهو يقبل على الناس مرة، وعليه


(١) هو: إسماعيل بن عمر بن كثير، أبو الفداء، الدمشقى، الشافعى، كان عالماً حافظاً فقيهاً، ومفسراً نقاداً، ومؤرخاً كبيراً، من مصنفاته: تفسير القرآن العظيم، والبداية والنهاية، مات سنة ٧٧٤هـ. له ترجمة فى: الدرر الكامنة لابن حجر ١/٣٧٣ رقم ٩٤٤، وطبقات المفسرين للداودى ١/١١١ رقم ١٠٣، والبدر الطالع للشوكانى ١/١٥٣ رقم ٩٥.
(٢) صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الإيمان، باب المعاصى من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بإرتكابها إلا بالشرك لقوله صلى الله عليه وسلم لأبى ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية" وقول الله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" وباب "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" فسماهم مؤمنين ١/١٠٦ رقمى ٣٠، ٣١.
(٣) الحسن هو: ابن على بن أبى طالب رضي الله عنهما صحابى جليل له ترجمة فى: الإصابة ١/٣٢٨ رقم ١٧١٩، وأسد الغابة ٢/١٣ رقم ١١٦٥، ومشاهير علماء الأمصار ١٢ رقم ٦.
(٤) أبو بكرة هو: نفيع بن مسروح بن كلده، صحابى جليل، له ترجمة: أسد الغابة ٥/٣٣٤ رقم ٥٢٨٩، وتاريخ الصحابة ص٢٤٩ رقم ١٣٧٣، ومشاهير علماء الأمصار ص٤٨ رقم ٢٢٠ والإستيعاب ٤/١٦١٤ رقم ٢٨٧٧.

<<  <   >  >>