للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرآناً قرأناه حتى نسخ بعد: (أن بلغ قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا، ورضينا عنه) . (١)

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه (٢) قال: ((وإنا كنا نقرأ سورة. كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة. فأنسيتها غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغي وادياً ثالثاً. ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها. غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. فكتبت شهادة في أعناقكم. فتسألون عنها يوم القيامة)) (٣) .

فهذه الروايات المعتمدة وغيرها، تؤكد ما قلناه: وهو أن ما نسخت تلاوته أُنسِيَ فلم يبقي منه إلا ذكريات.

فمن قارن بينه وبين القرآن، قارن بين ما هو غير موجود، وما هو موجود.

ومن أنكره أنكر ما أثبتت الروايات وقوعه، وكابر في التاريخ الثابت الموجود!


(١) أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب المساجد، باب استحباب القنوت ٣/١٩٢ رقم ٦٧٧، والبخاري (بشرح فتح الباري)
كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ن ورجع وذكوان، وبئر معونة ٧/٤٤٥ رقم ٤٠٩٥.
(٢) هو: عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري، صحابي جليل له ترجمة في: اسد الغابة ٣/٣٦٤ رقم ٣١٣٧، ٦/٢٩٩ رقم ٦٢٩٦ ٦٢٩٦، وتذكرة الحفاظ ١/٢٣ رقم ١٠، والإستيعاب ٣/٩٧٩ رقم ١٦٣٩، ومشاهير علماء الأمصار صـ ٤٧ رقم ٢١٦، والرياض المستطابة صـ ١٨٨-١٩١.
(٣) أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغي ثالثاً ٤/١٥١ رقم ١٠٥٠، وللحديث
شواهد عن ابن عباس، وأبيّ بن كعب، وغيرهما، ينظر صحيح مسلم (بشرح النووي) في الأماكن السابقة نفسها برقم ١٠٤٩ ١٠٤٩ والبخاري (بشرح فتح الباري) كتاب الرقاق، باب ما يتقي من فتنة المال ١١/ ٢٥٨ رقمي ٦٤٣٧، ٦٤٤٠.

<<  <   >  >>