كتاب عقوبتا الزاني والمرتد ودفع الشبهات

ويؤيد هذا المراد رواية الترمذي عن عمر قال رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجم أبو بكر، ورجمت، ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله تعالى، لكتبته في المصحف، فإني خشيت أن تجئ أقوامٌ فلا يجدونه في كتاب الله تعالى، فيكفرون به)) . (١)

ويؤكد ما سبق من علة كراهة كتابة آية الرجم، التباس آخر لو كتبت في المصحف، وهو أن العمل بها على غير الظاهر من عمومها. (٢)

كما جاء في رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما أنزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟! فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ... ألا تري أن الشيخ إذا لم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زني وقد أحص)) (٣)

الجواب عمن أنكر آية الرجم تلاوة وحكماَ:

أما زعم البعض أن الآية (تلاوة وحكماً) لم تكن في القرآن! ولو كانت لطبق الحد على كثيرين من الصحابة، اعتماداً على أن عمر بن الخطاب خطب الناس فقال ((لا تشكوا في الرجم، فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف، فسألت أُبَّيّ بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر)) . (٤)

(١) يراجع تخريج الحديث السابق.
(٢) ينظر: فتح الباري ١٢/١٤٨ رقم ٦٨٢٩، والإتقان للسيوطى ٣/٧٠ نص رقم ٤٣١٨.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى كتاب الرجم، باب نسخ الجلد عن الثيب ٤ / ٢٧٠ رقم ٧١٤٥، والحاكم في المستدرك ٤/٤٠٠
رقم ٨٠٧١، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وروي نحو قول عمر من قول زيد بن ثابت لمروان بن الحكم، وأُبَّيّ بن كعب. ينظر: سنن النسائي الكبرى، الكتاب، والباب السابقين ٤ / ٢٧١ رقمي ٧١٤٨، ٧١٤٩.
(٤) أخرجه بن الضريس في فضائل القرآن بإسناد رجاله ثقات كما قال الحافظ في فتح الباري ١٢/١٤٧ - ١٤٨ رقم ٦٨٢٩،
وذكره السيوطي في الإتقان ٣/٧٠ نص رقم ٤١٤١ وسكت عنه.