للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً} (١) فالآية والحديث يفيدان أن الله تعالى، أنزل عليه صلى الله عليه وسلم، الكتاب والحكمة، مثل القرآن، وهى معه، آتاهما الله له صلى الله عليه وسلم.

بل إن إحدى روايات هذا الحديث تتواءم مع الآية أكثر من هذه الرواية، ونصها: "أتانى الله

عز وجل القرآن، ومن الحكمة مثليه" (٢) .

وقال تعالى: {واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة} (٣) فعطف الحكمة على آيات الله، لتندرج تحت ما أضيف إليها وهو "التلاوة".

وهذا يضفى على الحكمة – وهى السنة – أنها فى حجيتها، ووجوب تبليغها، كالقرآن سواء

بسواء (٤) .

وقال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} (٥) قال الإمام الشافعى (٦) : "فذكر الله الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول:


(١) الآية ١١٣ النساء.
(٢) هذه رواية مكحول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجها أبو داود فى مراسيله ص١٦٦ رقم ٥٦٥.
(٣) الآية ٣٤ الأحزاب.
(٤) السنة بياناً للقرآن للدكتور إبراهيم الخولى ص٤٤.
(٥) الآية ١٦٤ آل عمران.
(٦) هو: أبو عبد الله، محمد بن أدريس بن العباس بن شافع القرشى المطلبى، الإمام الجليل صاحب المذهب المعروف، من أشهر مصنفاته: الأم، والرسالة، وأحكام القرآن، مات سنة ٢٠٤هـ له ترجمة فى: طبقات الشافعية لابن السبكى ٢/٧١ رقم ١٤، وشذرات الذهب ٢/٩، ووفيات الأعيان ٤/١٦٤ رقم ٥٥٨، وطبقات الفقهاء للشافعيين لابن كثير ١/٣ – ٩٣.

<<  <   >  >>