للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله صلى الله عليه وسلم: "قمت على باب الجنة، فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد (١) محبوسون، إلا أصحاب النار، فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها النساء" (٢) .

إن هذين الحديثين، وما فى معناهما، مما يفيد أن الله تعالى أرى نبيه صلى الله عليه وسلم، كذا وكذا، يأتى تأكيداً لقوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} (٣) .

فتأمل قوله تعالى: {بما أراك الله} وكل الأحاديث الصحيحة التى جاء فيها أن الله أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم، وأراه ما أراه، تعلم أن السنة النبوية وحى من الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حديث جبريل المشهور الذى سأل فيه النبى صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، والساعة، ففى نهايته قال صلى الله عليه وسلم: يا عمر! أتدرى من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (٤) .


(١) أى أصحاب الغنى، والحظوظ الدنيوية، وإنما حبسوا للحساب. ينظر: النهاية ١/٢٣٧.
(٢) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء ٩/٦٢ رقم ٢٧٣٦، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب النكاح، باب رقم ٨٧ جـ٩/٢٠٩ رقم ٥١٩٦، من حديث أسامة بن زيد رضى الله عنه.
(٣) الآية ١٠٥ النساء.
(٤) أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان --- إلخ ١/١٧١ رقم ١، والبخاري (بشرح فتح الباري) كتاب الإيمان،باب سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام رقم٥٠.

<<  <   >  >>